أيادي الخير تحفظ الأوطان - بإذن الله - وتنتصر دائما، وهذا الوطن المبارك في كل حالاته ستحفظه تلك الأيادي التي تفعل الخير ليلا ونهارا، سرا وعلانية، وهي بفضل من الله كانت خير حافظ وخير رادع لكل صورة من صور الضياع والشتات والهلاك، وكل من نوى شرا بهذا البلد المبارك وجد الخسران والندم والخيبة، لأن أيادي الخير موجودة بين أروقة هذا المجتمع وما زالت تغرس وتزرع الخير، بعيدا عن الأعين.
ومن يصنع الخير فسينتصر على كل خطر داهم، وكل ناوي شر، وخير مفسر لهذا هو قول النبي الكريم ﷺ حيث قال: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
ونحن لا ندعي الكمال التام، ولا نقول إن «أيادي الشر» لا وجود لها، وإننا أهل المدينة الفاضلة التي يتحدث عنها الكتب، والتي لا تجاوز بها، ولكن نقول إن النصر والتمكين والظفر دائما يكون لأيادي الخير، وسنن الحياة ونواميسها تثبت ذلك، وهذا من فضل الله سبحانه.
ومن أراد أن يحفظ مجتمعه سالما غانما، ويعيش في أفضل حال، فعليه سقي بذور الخير في كل مكان، وعليه معاضدة أيادي الخير أينما كانت، وعليه الوقوف أمام أيادي الشر أينما كانت، بكل حزم وقوة وعدل، فهذا هو المسلك الصحيح للمحافظة على المجتمع آمنا ومستقرا، يعيش في أبهى صور السلام والأمان والعدل.
وعلينا أن ندرك جيدا أن هناك ثلة من الناس كما نقول «ما فيهم طب»، لا يتعلمون من الزمن، ولا يفهمون تقلبات الحياة، وكلما قومت اعوجاجهم مالوا، وكلما نصحتهم «لووا رؤوسهم»، ومثل هؤلاء ستطوعهم الأيام بدروسها وعبرها ومواعظها، التي لا تنتهي، والأيام كفيلة بهم، وخير معلم هي الأيام.
بالختام: كانت لي هذه الأبيات الشعبية:
ناس كفى الله شرها ما بها طب
كل ما تعدل ميلها تستميلي
مهما تثبتها على خيرة الدرب
ترجع على درب الطمان الرذيلي
تهدي لها طيب ومعروف وحب
ترجي عسى فيها يبين الجميلي
لكنها ترجع على طبعها غصب
وتصد عن درب الرفاع الفضيلي
أنا أشهد ان المر ما يستوي عذب
ومن يرتجي منه العذوبه هبيلي
وصعبة يصير الذيل في أول الركب
وصعبة يصير الرأس ذيل ذليلي
وان صار، ضاع الكون في لحظة وشب
وما عاد بالدنيا مقام، ومقيلي
hanialnbhan@