أصبح من المألوف في الآونة الأخيرة أن ترى شبابا كويتيين من خريجي الجامعات «محلية أو خارجية» من الجنسين، يعملون في مهن فنية أو حرفية وتقنية، غالبا ما تكون بعيدة عن تخصصهم الجامعي، فهذا يعمل شيفاً وآخر منسق زهور وإدارة الحفلات وتصفيف الشعر والتجميل، وآخر نجار وفي مجال الزراعة وصناعة الأثاث، والدهان وميكانيكا وزينة السيارات، كما يديرون تطبيقات تجارية، وفي إصلاح وصيانة الأجهزة، وفي رحلات بحرية سياحية، أعمال اتخذها كثيرون مهنتهم ووظيفة رئيسية لهم، وهذا شيء جميل يحتاج إلى التشجيع.
لماذا يغير هؤلاء مسارهم الوظيفي ويتحولون من بعد مسيرة أكاديمية امتدت لسنوات ويتخذون خط الحرف اليدوية أو المهن الفنية؟! من المفيد اكتشاف الشغف مبكرا.
يؤيد ذلك فكرة وجود نظام الثانوية الفنية بأفرعها المتنوعة من بعد الانتهاء من المرحلة المتوسطة، يتوجه له هؤلاء وتكون جاذبة للناجحين والمتفوقين لاستكمال تعليمهم في مجال فني، مع تحسين النظرة إليها كثانويات فنية وكمهن حرفية، فلا تكون قاصرة فقط على من فشلوا في التعليم الأكاديمي، كما هو معمول به في المعهد الصناعي، حيث يشترط ألا يقل عمر المتقدم عن 18 عاما وحاصل على شهادة الصف التاسع، لاختصار المسافة وتقليص المصاريف المادية سواء على الدولة أو الأهل باكتشاف ميول الطالب مبكرا، وللحد من التكاليف التي تدفعها الدولة والأسر لتتحول في هذه الحالات إلى واجهة اجتماعية وإرضاء لنظرة الأسرة والمجتمع «عنده شهادة» وضعت في برواز على الحائط.
فإذا الطالب أو الطالبة كانوا شغوفين بمجال معين ويدركون والأهل هدف أبنائهم، فإن التعليم الفني سيكون ضمن الاختيارات الجيدة والمطروحة.
فهي تؤهل الطالب مباشرة للانخراط في سوق العمل دون دراسات بعدها مع مردود مادي مجز ومنفعة للجميع، أو إن رغب في استكمال مسيرته يتمكن من الالتحاق بالمعاهد والجامعات للحصول على دراسات أعلى.
إنه من الأهمية إعداد جيل من الفنيين يوازي بالعمل الأكاديميين، فليس كل العاملين يجب أن يكونوا من أصحاب الشهادات العليا، ولكن هناك حاجة لقدر كبير من الفنيين والمهنيين من العمالة الوطنية القادرة على العمل بكفاءة وتشغيل وإشغال والنهوض بقطاع الأعمال الفنية واليدوية الذي يفتقر لوجودهم.
imandashtt@