قبل عام 1996 وفي أحد الفصول الدراسية في كلية العلوم بجامعة الكويت دخل الدكتور المحاضر وهمّ بإلقاء التحية علينا طلبته فتلفت وقال «good morning ladies and one gentleman» وبدأ بالشرح. كان هذا حال معظم الفصول الدراسية المشتركة حتى في الكليات التي قد تكون فيها كثافة نسبية من البنين، كانت المدرجات الدراسية تنقسم تلقائيا جهة للفتيات والأخرى للأولاد، وكذلك كان الوضع في كافتيريا الجامعة والمكتبة والأنشطة الجامعية، حيث كان منتسبو الجامعة يتصرفون حسب عادات وتقاليد مجتمعهم ونشأتهم دون أن يسن قانون يفرض عليهم.
وفي عام 2021 تلقى طالب زائر لجامعة الكويت اتصالا من إدارة القبول والتسجيل لتخبره: «لقد أخطأت بالتسجيل ودفع الرسوم، سيتم سحب المادة وتسجيلك في شعبة مشتركة، عذرا فالشعبة للفتيات»، وعند بدء الدراسة توجه للفصل المخصص للشعبة المشتركة، وإذا بالفصل كله فتيات وهو الشاب الوحيد، فهمّ خارجا من الشعبة ظنا منه أنه قد دخل شعبة خطأ.
يتضح من حال الشعب المشتركة أنها الاستثناء والأصل في الجامعة هو الفصول المنفصلة بقانون ومن غير قانون، لابد من الإشارة لقانون رقم 24 لسنة 1996 بشأن تنظيم التعليم العالي في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والتعليم في المدارس الخاصة، هذا القانون يسري على الجامعات القائمة والجديدة، ووفقا لحكم المحكمة الدستورية الذي نص في محتواه «على أن بعض نصوص القانون هي توجيهية، وأن الاختلاط من النصوص الخلافية، إذ يكفي لتطبيقه وضع أماكن خاصة للطالبات في ذات قاعات الدرس»، وهذا ما التزمت به الجامعات من توجيه، فتنوعت الفصول بين خاصة بالفتيات وفصول للشباب مع فصول مشتركة عند تدني الكثافة التي لا تصل إلى القوة الاستيعابية، أو غيرها من الأسباب.
عالميا، الصفوف المشتركة تعتبر الأكثر شيوعا، مع التوسع في تجربة التعليم المشترك في دول كانت تعتمد سياسة التعليم المنفصل، وذلك لما له من جوانب إيجابية خصوصا في المراحل المتقدمة مثل تخفيف التكاليف وتحسين المستويات الدراسية والأداء السلوكي للطلاب والطالبات، الاحترام المتبادل والنمو المتوازن للشخصية والتأقلم والاستعداد للدخول لسوق العمل والتصرف بمهنية.
imandashtt@