مع بدء العام الدراسي، يحرص كثير من أولياء الأمور والتلاميذ على متابعة حسابات المدارس والمعلمين في المنصات الاجتماعية، حيث أصبح لكل مدرسة حساب على منصة اجتماعية تنشر من خلالها معلومات المدرسة من الجداول والخطط الأسبوعية والنشرات والأنشطة الدراسية، والجميل أن هناك منصات وحسابات تثبت وتدل على ثقافة المبادرة والتطوع التي يتمتع بها المدرسون الحاليون، فيقومون بعرض الدروس حسب المنهج وتدريس مهارات تعليمية سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، إضافة إلى مواد أخرى يستفيد منها المتعلمون، ولا يغيب عن أحد أهمية ما يقدمه المعلمون الأفاضل خصوصا من مهارات تساعد أولياء الأمور ممن لديهم أبناء في مراحل التأسيس لمتابعة ومراجعة الدروس مع أبنائهم، كما تساعد الطلبة في المراحل المتقدمة على الدراسة وتثبيت المعلومة والتمرين على حل الأسئلة، ما يوفر على الأهالي الوقت وتكاليف الدروس الخصوصية، حتى وإن كانت بعض التطبيقات التعليمية الإلكترونية مقابل رسوم مادية.
علاوة على ذلك، يقوم أساتذة متقاعدون وحاليون بعرض طرق تحضير الدروس مع تبادل المعلومات والخبرة والدعم والمشورة بين المعلمين، وبما أن كل شيء له جانب مشرق وآخر مظلم، يجب علينا أن نحذر من خطورة السماح بمتابعة التلاميذ لحسابات معلميهم الشخصية وبالعكس، فمتابعة الحياة الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، ومشاركة المعلومات السرية للطلبة والمعلمين قد تؤدي إلى مشكلات في الخصوصية، وخلق إشاعات ونشر الأقاويل على المعلمين وقد تكون بابا للتحرش والتميز والتنمر، كما قد تؤدي إلى مشكلات اجتماعية جميع الأطراف في غنى عنها، حيث إن الشهرة على منصات التواصل جاذبة للبعض ولا نستثني منها مهنة التعليم، وما يميز المهنة من هيبة لدى الطلبة وما يمثله المعلم من قدوة حسنة، ما يستلزم تنظيم عملية ممارسة بعض المعلمين مهنة المدونين و«فاشينستا» المنصات الاجتماعية، فليس من المناسب أن تقوم قلة منهم بتسجيل حسابات عامة على المنصة الاجتماعية حاملة لقب المعلمة أو أبلة والمعلم أو أستاذ يمارسون فيه ما يقوم مشاهير «السوشيال ميديا» تحت اسم التعليم.
imandashtti@