يرتبط مفهوم التنمية والمشاريع المستقبلية في ذهن المواطنين بالحكومة وقدرتها على تنفيذ خططها، وتعلم الحكومة جيدا مدى التأخير في كثير من المشاريع التي جعلت المواطنين يفقدون المصداقية في تصريحات المسؤولين وتحركاتهم نحو تنفيذها.
نشاهد في هذا الوقت تحديدا مساعي من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد لإعادة بصيص الأمل بعدد من المشاريع التنموية والاقتصادية على المدى القصير والمتوسط والبعيد، فبعد حديث سمو رئيس مجلس الوزراء في مناسبة تكريم المتفوقين بجامعة الكويت عن بعض الخطط والمشاريع القادمة والتي لاقت كثيرا من الانتقادات، حيث تم ربط ذلك بالصراع الحكومي -النيابي بين رفض الحضور والغياب لعدد كبير من الجلسات ولكن ما بين السطور والذي لم يذكر ربما أن سمو الشيخ صباح الخالد عازم على المضي قدما عكس المشهد السياسي الذي نراه وعدم تعطيل المشاريع المهمة مهما كلف الأمر.
ازداد مستوى الجدية بعد عقد مجلس الوزراء اجتماعه الاستثنائي في مبنى زوار جسر جابر برئاسة سمو رئيس الوزراء وهو أحد المواقع التي وجه سموه الجهات المعنية لتسريع وتيرة العمل فيها لاستغلالها بالشكل الأمثل والذي يتماشى مع خطة الكويت الجديدة 2035 والتي عادت مرة أخرى بعد انشغال تام بجائحة كورونا وما ترتب عليها من تداعيات وأزمات على جميع الأصعدة.
كل ما طرحة رئيس الوزراء سينقل الكويت لمرحلة جديدة والذي يلزمه خطة زمنية وميزانية ومتابعة حتى يتم تنفيذه.
من المهم الآن إيجاد مناطق اقتصادية وسياحية واستحداث مصادر للطاقة والطاقة البديلة تفي بتشغيل المشاريع الضخمة التي تعزز توفير إيرادات مادية غير نفطية لخزينة الدولة.
لو أردنا أن ننتقد ونسرد أداء الحكومات السابقة بالشكل النمطي ونأخذ تصريحات صحافية سابقة بتواريخ مختلفة ونعلق عليها بطريقة قاسية ـ يمكننا ذلك ـ ولكن من مبدأ إتاحة الفرصة وإعطاء مزيد من الوقت ولأن بعض البدايات الجادة ستنعش الآمال بدلا من حالة الإحباط والتراجع في الفترات السابقة.
ولأن كل الأمور المرتبطة ببعضها فيجب أيضا على الحكومة ألا تنسى بعض العراقيل والصعوبات التي يواجهها المواطنون في حياتهم اليومية وتحسين الحالة المادية ووضع الضوابط لعدم استغلالهم وسط ارتفاع الأسعار للسلع والخدمات، حيث إن ذلك من شأنه فصل حاجات المواطنين عن التكسب السياسي بالبرلمان وإثبات قوة وصلابة الحكومة في ضمان الحياة الكريمة للشعب.
قبل الختام، أتمنى من سمو رئيس الوزراء الاهتمام بما يكتب من أصحاب الرأي والكتاب الصحافيين من مقالات ورصدها وكذلك فتح قنوات معهم عن قرب للاطلاع على جهود الحكومة وخطتها المستقبلية وطريقة عملها، فما يكتب من آراء لا يشكك في أداء سمو الشيخ صباح الخالد ولا يقلل من احترامنا لشخصه الكريم أو أي شخص مسؤول يعمل لخدمة الكويت وشعبها.
في النهاية فإن الظروف التي تمر بها الكويت كبقية دول العالم بسبب آثار جائحة كورونا يجب وضعها بالحسبان، فالعالم ما قبل كورونا لن يكون كما كان قبل الجائحة.
٭ بالمختصر: الاستقرار الحكومي مطلب ضروري لتنفيذ المشاريع التنموية.
٭ رسالة: جهاز متابعة الأداء الحكومي من الأعمدة المهمة، فجهود رئيس الجهاز الشيخ أحمد مشعل الأحمد الصباح في متابعة الجهات الحكومية والاجتماع بالقيادات وبحث التقدم بإنجاز المشاريع والخدمات وتذليل العراقيل أمور تستحق الإشادة والشكر، فالكثيرون لا يعلمون بدور الجهاز المساند للحكومة لخدمة وتقدم بلدنا الغالي الكويت. ودمتم بخير.