بحمد الله أتممت زيارة لي إلى سيدني في استراليا لافتتاح بيت من بيوت الله بمساهمة كريمة للمسجد من الأمانة العامة للأوقاف وإشراف جمعية الرحمة العالمية بالكويت، بسفر طويل دام تقريبا ٢٤ ساعة
إلا أن مشقة السفر زالت عندما رأيت العمل الدعوي وخلية النحل من شباب مسلم يسعون لإقامة شعائر الله ويدعون إليه سبحانه.
⁃ نعم ذهبنا لافتتاح المسجد فإذا هو تحفة معمارية تزينت قبته بأسماء الله الحسنى وتصميمه الجميل والذي زانه كذلك أعداد المسلمين لصلاة الجمعة بما يقارب ١٥٠٠ مصلي يصلون على دفعتين بسبب امتلاء المكان.
⁃ بحفل الافتتاح حضرت حاكمة مدينة سيدني وعدد من الوزراء والبرلمانيين فرحين بهذه المناسبة حيث قالت الحاكمة بختام كلمتها الجميلة التي أشادت بها بدور المسلمين بأستراليا: سأردد كلمة دائما أسمعها منكم أيها المسلمون وهي "الحمدالله".
⁃ أحد الوزراء الحاضرين قال لنا أنه تملكه شعور عظيم حين دخل المسجد وشاهد القبة فأحسّ بانشراح بصدره وشعور غريب جميل
⁃ وتكلم وزير الأديان عن دور المسلمين في تنمية المجتمع وأثنى على الجالية المسلمة بالمسجد وعلاقاتهم وأخلاقهم مع المجتمع الأسترالي.
⁃ فرحت حين حضرت للمسجد لصلاة المغرب فاذا هو كخليّة النحل بحلقات الذكر والدروس الشرعية وحفظ القرآن لشباب في مقتبل العمر وعَلِمتُ كذلك بحرصهم لقضاء عطلتهم الاسبوعية بأنشطة المسجد بدل الراحة والاستجمام.
⁃ ومن المفارقات زرت مركزاً لدراسة وتحفيظ القرآن وعلومه فتفاجأت أن المبنى كان مركزا للماسونية منذ ١٩٢٧ ويقدّر الله أن يشتريه المسلمين منذ 7 سنوات ليحولوه الى منارة للخير والدعوة.
⁃ ومركزا آخر زرته به إذاعة إسلامية تعمل ٢٤ ساعة ببث متواصل للمحاضرات والحلقات والمقابلات لتثبيت الاسلام والدعوة إليه بإدارة شباب متحمس لدينه.
⁃ نعم إنها استراليا التي رأيت رغم أن الزيارة كانت لأربعة أيام فقط إلا إنني فرحت بالنشاط الدعوي وانتشار الإسلام، فبالرغم من تعدد الثقافات والتغريب والانشغال الدنيوي إلا أن الله عز وجل سخر لهذا الدين من يحمل همّ نشره والحفاظ عليه في أرجاء الأرض.
فالحمدالله أولا وأخيرا والحمدالله أن جعل الكويت منارة للإنسانية وبصماتها الخيرية عمت أنحاء العالم
أسأل الله أن يديم نعمه علينا وينصر دينه ويثبّت الله دعاته للخير وأن يحفظ الكويت حكومة وشعباً ويجعلها دار خير وأمن وأمان يارب
تأمل قول رسولنا الكريم ﷺ:
"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء " رواه مسلم