سُئل ابن قدامة - رحمه الله:
من هو السّعيد؟
فقال:
" هو الذي إذا توقّفت أنفاسه
لم تتوقف حسناته "
نعم لله دره عندما عرّف السعادة بهذه العبارة المختصرة
وقد قال ﷺ
اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
(صدقة جارية او علما نافعا او ولد صالح يدعو له)
وهذا ما نلمسه بواقعنا الخيري بأثر الأعمال على المتبرع والمانح للخير وفرحه عند انجازها ورؤية ثمارها
فهذا طالب يتعلم او حافظ لكتاب الله او مريض شافاه الله او مُسِن حج بيت الله او يتيم وجد مأواه وغيرها كثير…
يَموتُ المَرءُ والآثارُ تحيَا
ويَبقَىٰ ذِكرهُ طولَ الزمانِ
فَكنْ في النَّاسِ مثل الغيثِ نفعًا
ومِثلَ المسْكِ فوحًا في المَكانِ.
كيف لا يكون سعيداً وهو يتلقى بشارة رسول الله ﷺ
« من نجى مكروباً فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة » رواه أحمد
وقال ﷺ
« من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل » رواه مسلم
ثم ما أجمله من وصف لابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب (ص:٣٥) حين قال:
" وهو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء، وإنما يرحم من عباده الرحماء،
وهو ستير يحب من يستر على عباده،
وعفو يحب من يعفو عنهم، وغفور يحب من يغفر لهم،
ولطيف يحب اللطيف من عباده، …
ورفيق يحب الرفق،
وحليم يحب الحلم،
وبر يحب البر وأهله،
وعدل يحب العدل،
وقابل المعاذير يحب من يقبل معاذير عباده،
ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجوداً وعدماً،
فمن عفا عفا عنه
ومن غفر غفر له
ومن سامح سامحه
ومن حاقق حاققه،
ومن رفق بعباده رفق به،
ومن رحم خلقه رحمه،
ومن أحسن إليهم أحسن إليه،
ومن جاد عليهم جاد عليه،
ومن نفعهم نفعه،
ومن سترهم ستره،
ومن صفح عنهم صفح عنه…
… ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة.
فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه".
نعم هذه هي السعادة بالعطاء والبذل ومحبة الخالق قبل الخلق فتنعكس على أعمالك وأولادك وبيتك وعملك
🤲 فاللهم اجعلنا ومن نحب من السعداء في الدنيا والآخرة واكتبنا من المقبولين يا الله.