أوجدت وزارة الداخلية مشكورة منذ سنوات مراكز لتخليص المعاملات الرسمية للمواطنين في أغلب مناطق الدولة، بإدارة كويتية تتحلى بالقدرة العالية في آلية التنظيم وديناميكية الإنجاز الإلكتروني السريع وفق أحدث أنظمة المعلومات.
تكون الإجراءات في مركز خدمة (المواطن) كالآتي نعرف موظف الاستقبال لنوع المعاملة التي ننوي إنهاء إجراءاتها بهون ويسر، لكن ما يحدث يجعلنا نقول «الحلو ما يكمل»، فالواقع يتطلب من كل عميل الخروج إلى الطباعين خارج مبنى الصالة، في السابق كان الطباعون يزاولون مهامهم داخل سيارة ضخمة تركن في مواقف السيارات مجهزه بأجهزة بدائية، ولك أن تتخيل طول الطابور الذي ما إن وقفت انتظر دوري حتى تداعت لي ذكريات المقصف المدرسي، رغم كل الظروف المناخية مطر، غبار، شمس الصيف الحارقة لازم ننتظر، أتذكر شخصا عابرا نصحني أن أقف بالظل شكرته لكنني في زمن الكورونا مضطرة لترك المسافة الآمنة والتي تلزم «القوارير» باحترامها، ثم ترقى حالنا مع الطباعين بعد أن حددت الداخلية لهم مساحة يبدو لي أنها بالأصل تابعة للداخلية (الدولة)، إنها غرفة لا تزيد مساحتها على 3 × 3 أمتار تفتقر إلى أبسط مقومات النظافة، يحشر فيها عشرات من المواطنين كل يترقب دوره في تخليص معاملته، فإن انتهينا من تلك الإجراءات السخيفة «عطيناهم المقسوم» أجر الطباعة والتصوير الخارق لبعض المستندات الرسمية والتي غالبا ما تكون مشوهة بالحبر الأسود وتفتقر الوضوح، رغم ذلك ننطلق منتصرين كأننا فزنا فوزا عظيما! لنعود مرة أخرى إلى الانتظار في الصالة المهيئة لتخليص معاملات «المواطن» وكأن تلك الوريقات ليست من اختصاصهم!
سؤال للإخوة المسؤولين في وزارة الداخلية، هل عملية إعداد نموذج من كل معاملة تخص المواطنين وإدراجها في الحاسوب وإضافتها إلى مهام أبنائنا الموظفين داخل المركز أمر يعجزكم وترونه عملا في غاية الصعوبة !؟ بالتأكيد لا.
نتساءل: لمصلحة من هذا التنفيع؟ وأين خصوصية المستندات الرسمية للمواطن التي أصبحت مشاعة بين أيادي العمالة الوافدة وبرضاكم؟ الدولة تئن من قضايا التزوير فلماذا لا تغلقوا منافذه؟
أزيدكم من الشعر بيتا، ذات يوم أجريت معاملتي في هذه الغرفة الكئيبة وكنت آخر العملاء، فسألني أحد الطباعين إن كنت أرغب في تخليص كافة المعاملة من هنا دون الدخول في طابور الداخلية!
بصراحة ذهلت! فقلت له هل أنتم مخولون بتجديد إقامة الخادم وبطريقة رسمية؟! قال لي بكل ثقة نعم رسمية 1000%! وبالرسوم نفسها التي تدفعينها لهم، فانصرفت منه وأنهيت معاملتي في أروقتكم المخترقة يا وزارة الداخلية.
ما يحدث للداخلية في مركز خدمة «المواطن» بمنطقة الروضة يذكرنا بحوار حسينوه وسعيدان في مسلسل درب الزلق وسالفة «دكيكين صغير چنه مهو لنا»، وسلامتكم.
[email protected]