مازلنا نرى ونعيش كل يوم في شوارع الكويت حرب الشوارع المرورية والانفلات بالتصرفات لدى البعض من قائدي المركبات سواء الخاصة أو الأجرة أو حتى الشاحنات.
حصدت هذه التصرفات المستهترة أرواح ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى انهم يستخدمون الطرق لانتقالهم من مكان لآخر، إلا أن هناك من حوّل المركبات من وسيلة نقل آمنة إلى وسيلة نقل قاتلة، إذ تشير الإحصائيات مؤخرا إلى عدد 460 حالة وفاة سنويا جراء الحوادث المرورية في الكويت.
فضلا عن استهتار ورعونة البعض في قيادة مركباتهم، حيث تنعدم لديهم أخلاق القيادة ويفقدون مراعاة ظروف الآخرين، فهناك كبار السن من أمهاتنا وآبائنا ينزعجون من هذا الانفلات الأخلاقي، وهناك من أصحاب الاحتياجات الخاصة الذين يحاولون أن يندمجوا مع الحياة والمجتمع فيصعقون من هذه التصرفات غير الأخلاقية، وهناك من تتعطل مركباتهم فجأة في الطريق، فبدلا من أن يجد مساعدة الآخرين يجد الأغلبية تتجاوزه ولا يديرون لأمره بالا!
وترجع أسباب ارتفاع معدل الحوادث المرورية في أغلبها إلى تجاوز السرعات المحددة، وتشتت الانتباه وعدم تركيز قائدي المركبات، وعدم الالتزام بالإشارات المرورية، كما أن من أسباب الحوادث التباطؤ في تنفيذ المشاريع التطويرية للطرق.
الحصول على رخصة قيادة مركبة يرفع حجم المسؤولية المطلوبة التي تتعامل فيها مع مواقف وأحداث يومية، فوجب علينا أحيانا رؤية مشاهد غير مقبولة، متمثلة بعادات وأنماط وسلوكيات سلبية تتعلق بقيادة المركبات، يقوم بها أشخاص امتهنوا رعونة الأداء، والتردي في الأخلاق.
وأصبح من الضروري الاستعداد وتهيئة نفسك قبل مركبتك، فلا ترتكب المخالفات حتى مع غياب الرقيب، وان تتغافل مع من يسيء لك في زحمة الطريق، وتتحلى بالصبر في التعامل مع أزمة الطريق وزحام ألسنة البشر أحيانا أخرى، فلابد أن نكون ممن يشهد الطريق والبشر بحسن أخلاقه وتعامله.
ومازالت الحوادث المرورية والتصرفات الرعناء في الطرق تشكل هاجسا مقلقا لمستخدمي الطرق، ولها الانعكاسات السلبية على جميع النواحي أهمها النفسية التي تصيب الأفراد؛ لذلك الحاجة ملحة اليوم إلى وجود ثقافة تعزز مبادئ السلامة المرورية والالتزام بها وتطبيقها، وأن تكون العقوبات القانونية متناسبة ورادعة لحجم المخالفات والتجاوزات المرورية وأن تطبق فورا على مرتكبيها.