شهدت البلاد خلال الأسبوع الماضي عواصف ترابية غطت الطرق السريعة وزادت من تأثيرها على المناطق المكشوفة في شمال وجنوب البلاد تحديدا، ما أدى إلى تعطل حركة المركبات ووقوع العديد من الحوادث على تلك الطرقات.
تراكم الرمال كان واضحا في الطرق الرئيسية خصوصا على طرق السفر التي أصبحت مغطاة بالكامل إضافة إلى طرق المناطق القريبة منها.
سبق أن تطرقت قبل عامين لهذه المشكلة وطالبت من الجهات المختصة إيجاد آلية معينه بالتعاون مع جهات دولية وهيئة الزراعة والاستعانة بأهل الخبرة والمزارعين للحد من تحرك الرمال في المناطق الصحراوية وزحفها على الشوارع ولكن لا حياة لمن تنادي.
حل تلك المشكلة سهل جدا ولا يحتاج إلى كل هذه التعقيدات حيث يكمن في تخضير مناطق الكويت بالكامل وجعلها بساطا أخضر يحتوي على جميع أنواع النباتات والمزروعات التي تقاوم الظروف الجوية وعمل مصادات تحمي الشوارع من زحف الرمال.
هيئة الزراعة مكلفة بهذا العمل ويجب عليها العمل سريعا على تشجير وتخضير جوانب الطرق السريعة المؤدية إلى المناطق الحدودية والسكنية والزراعية إضافة إلى عمل سواتر تمنع زحف تلك الرمال، ويجب على الجهات المختصة وعلى رأسهم هيئة الزراعة البحث عن آلية تنقذ الشوارع من هذه الرمال، والاستعانة بتجارب الدول الأخرى للتغلب على هذه المشكلة.
التوسع الزراعي في البلاد ليس بمستوى الطموح وغالبية الأراضي مازالت تعاني من حالة التصحر، ولا توجد بها أي ملامح للتخضير رغم الميزانيات الكبير الهائلة التي نسمع عنها بين الحين والآخر ترصد لهذا الغرض ولكن لا نرى أثرها على أرض الواقع.
بات من الضروري على المسؤولين في هيئة الزراعة العمل بشكل جاد على استثمار تلك الميزانيات ببناء السدود الزراعية والتوسع في عمليات التشجير وتخضير الأراضي بمختلف أنواع النبات التي تتحمل تغلب الظروف الجوية وقساوتها وتعمل كذلك مصدات لمنع زحف الرمال الذي اصبح مسيطرا على معظم شوارعنا.
مطلوب كذلك من هيئة الطرق ووزارة الأشغال قبل إقامة مشاريعها من طرق وجسور العمل على حمايتها بمصدات تمنع تجمع الرمال الذي ساهم حاليا بشكل واضح في تعطيل حركة المرور وخير شاهد الطرق السريعة في المنطقة الجنوبية وطريق السالمي التي أصبحت مختفية الملامح، ومنا إلى من يهمه الأمر.
[email protected]