كنّا نعتقد أن العالم أكثر حضارة مما يحدث الآن، وهو يشهد في صمت الاعتداءات الإسرائيلية على أطفال غزة وأهلها، فقد طال الليل العربي، فمتى سيظهر النهار؟
لذا نكون غير منصفين لأنفسنا لو وضعنا جلّ اعتمادنا على قوى أخرى لتضع أو تجد حلولاً لقضايانا المهمة مثل القضية الفلسطينية وغيرها.
لن نترك ضمائرنا تموت في صدورنا، ونحن نشاهد العدو الإسرائيلي وهو يتلاعب بكل القوانين والأعراف الإنسانية، ولا يضع في حسبانه أي شيء يتعلق بالإنسانية.
وإزاء ذلك علينا أن نكون على قدر كبير من القوة والثبات، كي نتمكّن من التصدّي للتحديات التي تواجهنا على كل الأصعدة، خصوصاً أن الدول الخليجية لديها مقومات كثيرة لتكون قوية، مثل الوحدة، والإعلام المتميز الرائد، والاقتصاد القادر على التأثير، والاستمرار من دون الحاجة أن تكون تحت أي مظلة.
من المؤكد أن الدول الإسلامية تستطيع فيما بينها أن تشكل قوة لها قيمتها وتأثيرها في العالم، كما أن دول الخليج العربي قادرة على أن تلعب أدواراً رئيسية في وضع حلول لمختلف القضايا المصيرية العالقة بكثير من دولنا العربية والإسلامية، وهي للأسف كثيرة ومتشعّبة.
ونرى من واقع الحال الذي نعيشه، وما تحمله دول الخليج من قوة وتقدير في نفوس كل العرب والمسلمين، بصفتها الدينية والاقتصادية والإنسانية، ان كل الدول العربية والإسلامية القوية ستكون سندا لها وستقف إلى جانبها في مساعيها وتوجهاتها وتطلعاتها لوحدة الصف، وتكاتف الجهود لنرى عالمنا العربي والإسلامي قوة واحدة مؤثرة، لمواجهة قوى تريد النيل منها وإضعافها، لتكون لها الغلبة والهيمنة، فالقوة في الاتحاد والتعاضد والتمسّك بالمصائر المشتركة، والثبات عليها دون تنازل.
إننا ننظر كشعوب خليجيّة فنرى أن دولنا قطعت أشواطاً كبيرة في الانفتاح على العالم، إضافة إلى التقدّم والتطوّر والنمو الذي أنعش الحياة اجتماعياً وثقافياً وفنياً، مما انعكس على وضع دول الخليج عالمياً، وجعل منها قوّة مؤثّرة، في كل مناحي الحياة.
ولو نظرنا إلى الإعلام الخليجي فسنرى أنه قد ازدهر وتميّز وأصبح منبراً إعلامياً مهماً عربياً وعالميا، لذا من المفترض أن يكون هناك وعي إعلامي مواز لهذا التطور، لما نشهده من طفرات شملت كل التوجهات الإعلامية خصوصاً على المستوى الإلكتروني، فالمواقع الإلكترونية جعلت من العالم قرية صغيرة تتداول فيها الأخبار بسهولة ويسر، والغلبة لمن يتمكّن من مجاراة هذه الأمور ومواكبتها، بل التميز فيها.
وعلى الإعلام العربي أن يقوم بدوره المؤثر والفاعل والداعم والواضح، في دعم قضايا الساعة.
حفظ الله خليجنا وديننا الحنيف، فهما أعزّ شيء علينا.