استيقظت من النوم بحلم مزعج وهو قرار من الدولة التي أحب السفر عليها بشكل دائم، وذلك بصدور قرار يشمل عدم إمكانيتي السفر إلى تلك الدولة بحجة أن عمري تجاوز الستين عاما، وعلي أن أصفي جميع ما أملك من عقارات وأموال في البنوك خلال عام فقط لتسوية جميع ممتلكاتي.
فعلا الحلم كان مزعجا لي واستغربت كيف لا تسمح لي السلطات بالسفر لتلك الدولة، وأنا كويتي وأملك من المال الكثير وأستطيع الدخول لدولتي الثانية ولي فيها ذكريات جميلة، وكيف تتصرف تلك الدولة مع محبيها ونحن نخطط كل سنة للذهاب إليها مع الأهل والأصدقاء.
حلمي المزعج هذا أصبح حقيقة، حال الوافدين المساكين من التجار والفقراء العاملين لخدمة وطني الكويت، والذين قاموا بسد النقص في جميع المهن والوظائف لسنوات حتى أفنوا شبابهم إلى أن أصبحوا شيوخا، وكثير منهم لا يعرفون دولهم كثر الكويت.
توجد عوائل وافدة بالكويت منذ الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وشاركوا في نهضة الكويت، ولكن للأسف يصدر قرار مجحف غير مدروس ينهي حياتهم بحجة تغيير التركيبة السكانية للوافدين.
هل بالفعل فكرت الحكومة بجدية في فكرة تطبيق هذا القانون المجحف؟ حتى لا نفاجأ بعد ذلك بأنه لا يوجد خبازون ولا خياطون ولا فنيون للأدوات الصحية والكهربائية وأصحاب الكراجات، وكم من هؤلاء تجاوزت أعمارهم الستين عاما أو على وشك هذا العمر في معظم المهن الفنية والتي لا نستطيع سد مكانهم.
لماذا لا تقوم الدولة بالعدول على هذا القرار، وعلى سبيل المثال للذين يملكون الشركات والتجار من الوافدين، ونقوم بتصنيفهم كمستثمرين ومشاركين في نهضة الكويت اقتصاديا، وإعطائهم إقامات دائمة.
وللذين تجاوزوا العشرين عاما من العمل في الكويت أن تكون كفالتهم على أنفسهم «كفيل نفسه»، مع إمكانية تجديد الإقامة لمدة 5 سنوات، وذلك ليكون أقل تقدير من الدولة لهؤلاء من الذين أفنوا حياتهم وجهودهم في خدمة الوطن.
وقد صدمنا بنشر اقتراحات في الصحف اليومية بأن هناك نية لإمكانية بقاء الذين تجاوزا الستين عاما بدفع مبلغ ألفي دينار للدولة كرسوم؟ هل ستقوم الدولة بمحل تجار الإقامات؟
حل قانون الوافدين بسيط جدا، ولكن لوجود تعارض مع بعض المتنفذين هو السبب الرئيسي للتخبط في القرارات.
دور الدولة يجب أن يقوم على الاستفادة من تعداد سكان الوافدين اقتصاديا وأمنيا بدلا من تهجيرهم.
أين دور مجلس الأمة في تقديم الاقتراحات المناسبة لتلك المشكلة، أم أن همهم الحالي فقط هو ترحيل الرئيسين، ولعبة الكراسي؟
[email protected]