عندما يحصل أي شعب على كامل حقوقه بعدل ودون محاباة لأحد على حساب آخر.. وعندما يرى هذا الشعب أن حاكمه يستغل كافة ثروات بلاده في تقوية اقتصادها وتنويع مصادر دخلها فهذا الشعب تلقائيا سيشعر بالولاء لحاكمه ولن تستطيع أي قوة في العالم أن تخلعه من عرشه.. وهذا ما حدث مؤخرا مع الطيب أردوغان فالجيش لم يقم بمحاولة انقلاب بل انقلب فعلا على أردوغان وأصدر الجيش بيانات الاستيلاء على السلطة وانتهى الأمر إلى أن نادى أردوغان شعبه فلبى الشعب النداء فخرجت الجموع الغفيرة التي قالت للجيش لا، وبعدها قال البرلمان التركي لا إلى أن أعيدت الشرعية للطيب أردوغان الذي كسب هذه الجولة ليس بشيء الا بحب شعبه له.
هذا الدرس ليت دولنا العربية تتعلمه فقد رأينا منذ ثورة تونس وما تلاها في مصر وليبيا واليمن وفي سورية كيف انقلبت شعوب هذه الدول على حكامها وعلى الآلة العسكرية التابعة لها.. لكن الموقف مع أردوغان خالف كل المقاييس فأثبتت تلك التجربة حب معظم الشعب التركي له. وهذا الحب الذي حماه من الغدر العسكري لم يأت من فراغ، فالشعب التركي الذي كان يعيش الفقر قبل حكم أردوغان أدرك كيف استطاع هذا الرجل أن يطور الاقتصاد التركي ويحسن من موارده، بل انتشله من الاستدانة إلى الاكتفاء الذاتي حتى أصبح الاقتصاد التركي بفضله يناطح الاقتصاد الأوروبي.
نعم الشعب التركي يعلم ان هناك مشاكل داخلية في تركيا لكنه أدرك ان حلها لا يكون بطريق الانقلابات العسكرية، ونعتقد أن أردوغان هو أيضا تعلم الدرس وسيتعامل بالمزيد من الحرية والديمقراطية مع شعبه ونعتقد أنه في الفترة المقبلة القريبة سيفرج عن معارضيه في المعتقلات.
وفي الأخير نأمل من جميع الأنظمة العربية أن تسير على نهج أردوغان لتعيش تحت حصن الشعوب لتحميهم من غدر الآلة العسكرية، فقد أثبتت محنة أردوغان أن محبة الشعوب لحكامها هي التي تدوم.. ونسأل الله الخير لبلادنا وبلاد المسلمين.
[email protected]