يسعد الإنسان عندما يرى مبادرات مجتمعية يقوم بها شباب وبنات الكويت، مبادرات قائمة على تعزيز الروح الوطنية وتحمل المسؤولية وإشغال أوقات الشباب وتشجيع الهوايات، فهذه مبادرة تقوم على إصلاح الطرق، وهذه مبادرة تهدف لرفع الأنقاض والمخلفات في مؤسسة مهملة، وهذه مبادرة لتجميل الجسور ومبادرة لإنشاء أندية ترفيهية وتربوية للأطفال والشباب بالصيف، وتلك مبادرة للمحافظة على التراث الكويتي، وغيرها تهدف لتشجيع القراءة من خلال أندية القراءة الشبابية وإقامة المحاضرات العامة.
ولعل من الأمور التي تذكر في هذا الباب أن احد الاخوة الخليجيين يعلق قائلا: دخلت الكويت وعند الوصول للجسر الرابط بين منطقتي الرقة وأبوحليفة وجدت جمعا كبيرا من الشباب والفتيات صغارا وكبارا وتساعدهم دورية توفر لهم الأمان من الطريق، ويضيف: توقعت انه حادث لأكتشف أن هذه المجاميع تعمل على صبغ الجسر وتزيينه.. ولم يكن مني إلا أن نزلت من سيارتي وساهمت معهم بهذا العمل إعجابا وتقديرا.
في الفترة الأخيرة تداولت بعض المنصات الإعلامية مبادرة شبابية باسم «واعد» لتوظيف الطلبة والطالبات بالصيف مع برامج توعوية وقيمية لهم وعندما بحثت عن هذه المبادرة توقعت أن احدى الجهات الحكومية هي التي تقوم عليها لما فيها من جهد وإعداد وشراكات كبيرة مع مؤسسات القطاع الخاص، لأكتشف أن المبادرة يقوم بها شباب وفتيات في العشرينيات من العمر وبهدف كبير، وهو رفع المستوى القيمي وتشجيع العمل المهني للشباب من عمر 14 إلى 17 سنة وتعزيز المسؤولية لهؤلاء الشباب والفتيات في الانخراط في سوق العمل بشكل مبكر وشارك اكثر من 300 شاب وفتاة في هذا البرنامج.
وحتى تكون المبادرة تحت توجيه جهة مهتمة بالشباب، قامت الهيئة العامة للشباب برعاية المبادرة وتوفير الغطاء الرسمي لها بحيث توجه أصحاب المبادرة لما فيه كامل الفائدة وبطرق قانونية ورسمية. كما قامت المكتبة الوطنية بدعم المبادرة وشارك في دعم المبادرة العديد من الجهات الخيرية والمجتمعية التي تعطي الشباب أولوية في برامجها، وما يعزز المبادرة كذلك أن هناك العديد من المؤسسات التجارية فتحت أبوابها لتوظيف الشباب خلال فترة الصيف.
نتمنى على مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات نفع وجمعيات تعاونية ومؤسسات تجارية أن تعمل على دعم المبادرات الموجهة للشباب واحتواء المشاريع الشبابية، خاصة في فترة الصيف والتي تعتبر بالكويت فترة ركود ويقضيها الشباب بالسهر وعدم استغلال الوقت.
ولا شك في أن المردود القيمي والتربوي من هذه المبادرات سيكون مميزا ونتائجه مردودها للشباب وللمجتمع وفيها تطوير للذات وتحمل المسؤولية وإشغال الوقت.