في أيام الطفولة كنا نشتري «الفخاخ» لصيد الطيور المهاجرة، والتي يمر خط سيرها على الكويت، وكانت هذه الفخاخ ناجحة لصيد الطيور من دون تكلفة تذكر، وفيما بعد علمنا أن هذه الفخاخ صنعت بناء على سلوك الطيور.
أما البشر فليس لهم «فخاخ» سوى قناعاتهم التي يمكن للبعض أن يدخل بها ويغيرها إلى ما يراه مناسبا لأهدافه، فهناك من تغيره الشائعة وهناك من يغيره الصديق النمام ومنهم من تغيره القناعة الدينية، ومنهم من يغيره الطمع، ومنهم من يغيره كثرة المال والعكس صحيح.
لكن الأخطر من هذا كله هو بعض وسائل الإعلام الموجهة التي تسعى إلى تحطيم المجتمعات ومن ثم تحقيق أهداف سياسية غير معلنة، ولعلنا عشنا بعض من هذه الحالات والتي تعتبر أفخاخا ذهنية، وغالبا ما يقع بها الجهلاء والمغـــفلون البعيدون كل البعد عـــن الوعي الاجتماعي والسياسي.
ولا أبالغ ان قلت ان بعض وسائل التواصل الاجتماعي ووسائط الاعلام الموجه ما هي إلا نوع من أنواع الحروب الناعمة التي تستهدف نمط التفكير لدى الفرد في المجتمع، فإما أن يكون الفرد واعيا فينجو من شباكه أو أن يكون جاهلا فيغرق في مستنقعه.
لذلك، علينا أن نتسلح بالوعي والثقافة ونتمسك بمبادئنا وقيمنا التي نستمدها من ديننا ونحافظ عليها ونعلمها أبناءنا كي لا يضلوا بعدنا.
وكم هو جميل أن تكون لثقافة الوعي فعاليات اجتماعية وتربوية وتعليمية، وهذه المفاهيم ستكون بمجملها حاجزا متينا من الصعب اختراقه من قبل بعض الثقافات العــالمية المنحرفة التي نراها اليوم.
مسك الختام: في أحد البلدان العربية الآسيوية كانت هناك قرية جميلة يسكنها الكثير من الناس البسطاء وفي يوم من الأيام دخلها أحد عابري السبيل وكان «أطرم» ويبدو عليه انه مختل عقليا، وكان اهل القرية بطبيعتهم عاطفيين ويقدمون له الأكل والشرب لمساعدته في معيشته، وكان الرجال والنساء يتحدثون عن خصوصياتهم حتى وان كان هذا الغريب بقربهم. وبعد ثلاث سنوات، أي بعدما عرف كل أسرارهم استيقظ من النوم وهو حافظ للقرآن والحديث، ويعلم كل أسرار سكان القرية، وكان ذلك بفضل تجسسه عليهم طوال هذه المدة، وفسر أهل القرية ذلك بأنه معجزة ربانية، فأصبح فقيه القرية واعتقدوا فيه وصدقوه بكل شيء، ثم طلب من أهل القرية نصف أموالهم لسبب ما فأعطوه ما طلب، وفي المساء فر هذا النصاب ولم يترك أثرا وراءه.