أرسل لي أحد الأصدقاء المهتمين بالشأن الفني والثقافي بشكل كبير وخصوصا القديم منه مقطعا إذاعيا لبرنامج قديم بث عبر اثير اذاعة الكويت في منتصف السبعينيات من تقديم نداء النابلسي وجاسم الحجي وكان يحمل عنوان «ايام من عمري» وكان المقطع خاصا باستضافتهم للمخرج الكبير الراحل صقر الرشود بعد انتهاء عروض مسرحيته الرائعة «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» التي حققت نجاحات عدة في الكويت والخليج والوطن العربي.
سعدت جدا بهذا المقطع الإذاعي الذي أسمعه للمرة الأولى وذلك لإجابات الراحل صقر الرشود على الأسئلة الموجهة له من المذيعة نداء النابلسي خصوصا عندما اعطى المستمع تصنيفا جميلا للمخرج الحقيقي في أي عمل فني سواء كان تلفزيونيا او مسرحيا، تصنيف تمنيت ان يستمع له مخرجونا في الوقت الحالي حتى تنال أعمالهم النجاح في عيون من يعمل بها ويشاهدها!
فبعد ان سألته المذيعة نداء النابلسي هل من المفروض ان يكون المخرج ديموقراطيا في اخراج أعماله؟ أجاب الراحل صقر الرشود: «الديموقراطية ضرورة للتعامل فيها ولكن التسييح بالديموقراطية بالعمل الفني يضيع العمل الفني ولا بد من ان يكون المخرج يمتلك شخصية لها مواصفات معينة غير المعلومات الفنية التي يمتلكها بحيث تكون هذه الشخصية قادرة على التكيف مع المجموعة التي يعمل معها حتى يسير العمل الفني الى بر الأمان».
حقيقة ما ذكره الراحل صقر الرشود نحن بحاجة اليه حاليا لتعبر أعمالنا الفنية سواء كانت تلفزيونية او مسرحية الى بر الأمان من دون أي شوائب تلتصق بها لضعف شخصية المخرج في التكيف مع فريقه الذي يعمل معه والدليل ما شاهدناه في بعض الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان الماضي!
حديث الراحل صقر الرشود فيه الكثير من الحقائق التي يجب يتعلمها الجيل الحالي حتى تكون لديهم نظرة ثاقبة لما يقدمونه ليس فقط المخرجون وانما ايضا الممثلون الذين يصف البعض اعمالهم في شهر رمضان بأنها الأنجح، وهذا الوصف رد عليه الراحل صقر الرشود عندما سألته المذيعة نداء النابلسي عن عمله المسرحي «علي جناح التبريزي وتابعه قفه» الذي امتدحه القاصي والداني من نقاد ومتذوقي العمل المسرحي خصوصا أن المسرحية حققت نجاحا منقطع النظير حيث قال: «حقيقة ان الإنسان اذا وصف اي عمل من اعماله هو الأنجح فمعنى ذلك انتهى وعن نفسي وبعد مرور 12 سنة عملية ولي فيها تجارب عديدة انا حاليا اكتشف نفسي واكتشفت عندي قدرة للعمل وهذه البداية وليست النهاية وهي بداية بسيطة للغاية لان العمل الفني عمل يعتمد على الخلق والإبداع والخلق والإبداع يتطور مع تطور الإنسان في تجاربه المتعددة».
دروس عظيمة استفدت منها شخصيا وانا استمع لهذا الحوار الراقي من رجل قدم الكثير للحركة الفنية الكويتية والخليجية وحتى العربية، رجل رغم خبرته الطويلة لم يغتر او يقل إنه الأفضل ولكن ترك أعماله تتحدث عنه.
«تعلمت» الكثير من هذا المقطع و«فتح عيوني» على أمور كنت أجهلها وعليكم انتم ايضا يا منتسبي الحركة الفنية من مخرجين وممثلين ان «تتعلموا» كيفية الحديث عن أعمالكم بطريقة جميلة وبعيدة عن التكبر والغرور مهما بلغت نجاحاتها..!
Mefrehs@