«باب يجيب الريح».. هذا مثل جميل مازال الناس يرددونه منذ القدم حتى اليوم، وله معنى أجمل، والأمثال عموما لم توضع إلا لفائدة الناس ونصحهم وإرشادهم، والمثل بتمامه: «باب يجيب الريح سده واستريح»، وربما قيل: يجيك منه ريح، أما الريح المشار إليها فليست الريح التي نعرفها وإنما المقصود بها المشاكل والمتاعب والهموم والمصاعب التي تمر بالمرء، وما أكثرها في حياتنا!
فأنت أيها الرجل، وكلنا هذا الرجل، إن كانت هناك أخبار وأقاويل تزعجك وتقلقك وتجعلك مهموما، فلا تلتفت إليها ولا تعرها اهتمامك ودعها عنك وارمها وراء ظهرك ولا تفكر فيها.
فمن أراد الراحة فعليه الابتعاد عن كل ما يكدر صفو عيشه، وألا يدخل نفسه في دوامة هو في غنى عنها، حتى لا ينطبق عليه المثل الشعبي: «يا من شرى له من حلاله علة»، فعليك إغلاق هذا الباب المزعج سريعا، وحتى إذا سلكت طريقا وعرا يسبب لك المشاكل فلا تعاود الدخول فيه، وقد أحسن القائل:
هوّن الأمر تعش في راحة
كلّ ما هوّنت إلا سيهون
ليس أمر المرء سهلا كله
إنما الأمر سهول وحزون
ولا تنجلي هموم المرء وأحزانه إلا بالثقة بما عند الله تعالى، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والعاقل خصيم نفسه، وما أجمل قوله عز من قائل: (كل يوم هو في شأن - الرحمن:29)، فمن شأنه جل وعلا أن يجيب داعيا أو يعطي سائلا أو يفك عانيا أو يشفي سقيما، فيكشف كربا ويغفر ذنبا ويجيب مضطرا، ويرفع قوما ويضع آخرين.
وقد يأتي معنى المثل المشار إليه بالبحث عن أصل المشكلة لحلها من جذورها والفكاك منها، ولنلتفت متأملين قول الشاعر:
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال
ودمتم سالمين.