الطمع معناه الرغبة الشديدة في الحصول على الشيء للاستحواذ عليه، وهــو صفــة سيئــة في الإنسان، وسلوك مشــين نهــى عنه ديننا الإسلام، وقد تعوّذ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الطمع وحذرنا منه.
ولأن الطمع فقر حاضر وصفة سيئة، وردت مادة طمع في القرآن الكريم اثنتي عشرة مرة، حسب ما جاء في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لسوء عاقبته، ومن ذلك قول المولى عز وجل: (ثم يطمع أن أزيد) (المدثر: 15)، فالطمع يفسد الدين ويسلب البركة وفيه عبودية للقلب تجعل المرء لا يملأ عينه شيء وفيه أيضا الذل والاستكانة، يقول أبو العتاهية:
أطعت مطامعي فاستعبدتني
ولو أني قنعت لكنت حرا
وهذه حال كل من استحوذ الطمع على قلبه، ومن هنا قال الحكماء: الطمع فقر واليأس غنى. وفي «فيض القدير» للمناوي: «لو قيل للطمع من أبوك؟ قال: الشك في المقدور، ولو قيل: ما حرفتك؟ قال: اكتساب الذل، ولو قيل: ما غايتك؟ قال: الحرمان».
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع» رواه مسلم. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما شيء أذهب لعقول الرجال من الطمع»، فالطمع مثل ماء البحر كلما شربت منه ازددت عطشا، ولا شك أن للطمع تبعات، منها الحسد والحقد والخلافات والسرقات، وهو مفتاح كل سيئة ورأس كل خطيئة. إن باب الرزق يكفي لمعيشة الإنسان ولكن الطمع هو الذي يحيد بك عن الطريق المستقيم، ولقد أحسن القائل:
لا تخضعن لمخلوق على طمع
فإن ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه
فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي انت ترجوه وتأمله
من البرية مسكين ابن مسكين
أمــا الطمع المحمود فهو الطمع في مغفرة الله تعالى ورجاء رحمته، مصداقا لقوله عز وجل: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) (الشعراء: 82)، ودمتم سالمين.