للعلم أهمية كبرى في حياة الناس، وديننا الحنيف يعطي العلم أهمية قصوى، فهو صيانة للنفوس، وصفاء للأرواح، ورقي للأمم، وبناء للحضارات، كما أنه أفضل العبادات وأجلها، وقد شرف المولى عز وجل العالم وميزه عن غيره وأخبرنا في قرآنه العظيم أنه لا يعقل آياته ويفهمها حق فهمها وينزلها المكانة اللائقة بها إلا العالمون فقال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون - الزمر: 9).
فما دمت تستطيع أن تتعلم فتعلم واستزد من العلم فهو بحر لا تكدره الدلاء، ونبع صاف من نهل منه شرف وساد، يقول الإمام الشافعي:
تعلم فليس المرء يولد عالما
وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير إذا التفت عليه المحافل
والعلم ميراث الأنبياء، وقد قال عبدالله بن مسعود: «إن الرجل لا يولد عالما وإنما العلم بالتعلم». انظروا إلى سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، فقد كان يتيما فقيرا، ولكنه كبر ونشأ في طلب العلم، وثابر واجتهد حتى بذ نظراءه علما وفقها وذكاء وفهما حتى وصل إلى المكانة العالية والمرتبة السامية بين الناس وطبّقت شهرته الآفاق، بحرصه على طلب العلم، وها هو اليوم وبعد قرون من الزمان من كبار أئمة الإسلام، ولايزال الناس في ذكره والتنويه به حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن وصايا الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان إلى أبنائه: يا بني تعلموا العلم، فإن كنتــــم سادة فقتــــم، وإن كنتـم وسطا سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم.
ومن فضائل العلم، وهي كثيرة، خشية الله فأكثر الناس علما أشدهم خوفا لله.
وفي الختام يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العز والكرم
ودمتم سالمين.