إن حب الوطن غريزة وفطرة فطر الله عليها المخلوقات في الأرض، فالإبل تحن إلى أوطانها، والطيور تحن إلى أوكارها، أما نحن البشر فحبنا لأوطاننا أشد، فهو حب تأصل في نفوسنا، جبلنا عليه. وقد عمر الله البلدان بحب الأوطان، ولكل إنسان وطن يعتز ويفخر به، يراه أجمل وطن في الدنيا، لا ينازع حبه حبا، ولا يلام من أحب وطنه، فليس كمثله من الأوطان شيء، ولنا نحن أبناء هذا التراب العزيز وطن جميل ورائع اسمه الكويت، عشقناه كما تعشق الأم وحيدها الذي ترى الدنيا من خلاله.
والكويت بالنسبة لنا كذلك، لنا وطن سكن سويداء قلوبنا، فشب هذا الحب وكبر حتى أصبح مثل الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والنور الذي نبصر به، فالكويت وطن لا يقدر بثمن، فلا وجود لنا بلا وطن ولا وطن مثل الكويت، هي الحصن الحصين الذي يمنحنا الأمن والأمان بلاد الخير والنور وبيت العز والسور:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
إن حبنا للكويت معنى ومبنى، والبشر يألفون بلادهم على ما بها ولو كانت قفرا، فكيف بنا ونحن نعيش في واحة أمن وأمان وخير وفير بفضل الله تعالى. وها نحن اقتربنا من مناسبتين عزيزتين على نفوسنا، هما العيد الوطني وعيد التحرير، المناسبة الأولى استقلال الكويت والثانية تحريرها من براثن الاحتلال البغيض، وبفضل الله تعالى نحن اليوم في عز وشموخ وتآلف وتحاب وتقدم لا يقف عند حد.
فلنفرح ولنبتهج بهاتين المناسبتين السعيدتين، ولنغرس في نفوس أبنائنا حب الوطن والتضحية في سبيله وطاعة ولاة أمورنا، ولنعزز ثقافتهم الوطنية، كي يكبر هذا الحب في نفوسهم، وهذه أمور مهمة للغاية، ليبقى هذا الوطن شامخ الجبين.
حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه، ودمتم سالمين.