التعليم أونلاين حديث الناس اليوم، ففي كل بيت طالب يدرس سواء كان صغيرا أم كبيرا، والجميع يجلس أمام شاشات اللاب توب للتعلم والدراسة، وهذه الخطوة المسؤولة من وزارة التربية يشكرون عليها، ولكن علينا أن نقدم هذه التجربة بأفضل صورة، وأن يجري التقييم المرحلي بالسرعة الممكنة لتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات.
ما أراه شخصيا أن إيجابيات التعليم عن بُعد كثيرة، وأبرزها أن الطالب يحصل على الحصة الدراسية في أجواء من الهدوء والراحة بعيدا عن صخب بعض الطلاب المشاغبين وبعد أن يكون قد حصل على قسط وافر من الراحة والنوم، فهو لم يعد بحاجة إلى الاستيقاظ في وقت باكر والإسراع للحاق بالباص أو الخروج مع والده أو والدته للتوصيل للمدرسة، إضافة إلى تحقيق جانب كبير من السلامة العامة وعدم تعريض الأبناء لمخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد ونشر العدوى.
بات الأمر اليوم أكثر سهولة للطالب والمعلم والكادر الإداري، فالدراسة تتم عن بُعد، والمعلمون أصبحوا أكثر إتقانا في تقديم المعلومة وشرح الفكرة، فكل شيء مشاهد أمام أولياء الأمور والجهات المعنية فلا مجال إطلاقا للتخاذل أو التفكير في إضاعة الوقت، بل العمل يجري على قدم وساق لتقديم صورة مميزة عن أداء المعلم.
أعلم أن البعض قد يقول لماذا لم يكن هناك كل هذا التحضير والتجهيز المسبق من قبل بعض الأساتذة خلال إلقاء الدروس في المدرسة، فبعض أبنائنا فوجئوا بأداء بعض مدرسيهم المميز وكأنه مدرس جديد لم يعرفوه من قبل، ومع أن هذا الأمر سلبي، ولكنه اليوم أصبح إيجابيا وعلينا استغلال هذا التميز في مستقبل الأيام.
الطالب أو الطالبة يجلسون للتحصيل العلمي في البيوت، يجدون متابعة من المعلم والمعلمة والوالد والوالدة، حتى واجباتهم يتم التعاون في حلها بين الجميع، في حين كانوا في السابق يحتاجون إلى تمضية بعض الوقت في الطريق والزحام مع عدم الأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية أو الإرهاق والمرض، أما الآن فإن كان الطالب مريضا فبالإمكان تسجيل الدرس ومتابعته في وقت لاحق.
أهم ما في التعليم عن بُعد هو أنه قضى على سلبيات التعليم التقليدي، ونحن في أمسّ الحاجة إلى آليات جديدة حال العودة إلى الدراسة على مقاعد المدرسة، فإلى جانب الإجراءات الوقائية والاحترازية من الممكن تأخير الدوام المدرسي وتسجيل جميع الدروس الصفية ومتابعة المعلمين والمعلمات بشكل دوري ومشاهدة بعض الفيديوهات وتقييم أدائهم حتى لا ينخفض مستوى التعليم لدى البعض ويعود إلى سابق عهده.
٭ كلمة أخيرة: إيجابيات التعليم عن بُعد محطة جديدة لتعزيز التعليم التقليدي والارتقاء بالأداء، فربّ ضارة نافعة، فالجلوس في البيت كشف لنا الكثير من الأشياء التي كانت غائبة عن عيوننا وفتح أمامنا أبوابا كثيرة للتصحيح والتقييم علينا ألا نضيعها، بل نستغلها بالطريقة الأمثل.