دمعة لا تقدر بثمن، هي أغلى من كل شيء لأنها سقطت رهبة من الله وإجلالا له تعالى.. سقطت من أجل الوطن وخوفا عليه، لأنها دمعة سيدي سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله وسلمه ورعاه، وصلت الرسالة من القلب ووقعت في القلب، هذه الدموع الزكية التي عبرت عن الصدق الحقيقي والولاء للوطن، وقالت للعالم كله: من أجل الكويت يهون كل شيء..
لن ينسى الكويتيون والعالم كله الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الـ 17 في مجلس الأمة، فالتوصيات السامية والتركيز وتوجيه المجلس نحو الشباب وتصحيح المسار والعدل والنهوض بالبلد والعمل المشترك والحفاظ على تراب الكويت هو عنوان كويت المستقبل.
كلمة تاريخية ألقاها سمو نائب الأمير وولي العهد أذهلت الحضور والمستمعين لأنها نابعة من القلب، فالجميع كما قال: «شركاء في تحمّل المسؤولية حكومة وشعبا».. فلا يتنصل احد من المسؤولية.. وليعمل من أجل المصلحة العامة.. هذه رسالة ليتها تستقر في الأذهان والقلوب لا في الأسماع فقط.. وأصدق ما يقال من عبارات عندما شاهد الملايين حرصكم على الوطن بأنكم الرجال الحقيقيون والزعماء الصالحون الذين يبكون حرقة على شعوبهم وخوفا على بلادهم، فالكويت هي الأغلى وابناؤها أمانة في أعناق المسؤولين.. لا كما يفعل البعض ممن لا تهمهم إلا مصلحتهم الخاصة..
هذا الخطاب أعاد الفرحة إلى القلوب والعيون، فالحكومة العتيدة بقيادة سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح ظهرت بمباركة صاحب السمو الأمير وسمو نائب الأمير وولي العهد، حفظهما الله، وعلى عينهما، وقد أنجزت الكثير خلال فترة قياسية، وهذه الكلمات ستكون بوصلة استمرارها ومنهج عملها.
لقد فاقت حكمتكم التوقعات وأرسيتم بعدلكم مركب الوطن في بر الأمان، لقد سمعنا قولكم «يا الله» عند الصعود مستعينين بالله ورأينا دموعكم وأنتم تسمعون قول الله تعالى: «ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا».. وهذه الدموع عنوان فخر وعز وكرامة.. وهذه الكلمات خارطة طريق تستنير بها السلطتان.
ووفيتم بوعدكم ولم تشارك الحكومة في انتخابات مناصب مجلس الأمة في سابقة تاريخية لاقت الكثير من التقدير والامتنان من الجميع.
عاشت الكويت الأعراس والأفراح وهي ترى انتخابات نزيهة ونوابا اختارهم الشعب ليكونوا خير ممثلين لهم، واليوم نرى هؤلاء النواب والوزراء في قاعة عبدالله السالم، أجواء إيجابية وعدم تدخل من أحد في سير الجلسة، وسمعنا خطابا ساميا يعكس حرص القيادة السياسية الرشيدة على استقرار الكويت ورخاء أبنائها.
الرسالة وصلت سمو نائب الأمير، والكرة اليوم في ملعبنا جميعا السلطة التشريعية والتنفيذية والمواطنين، لنعمل معا ولنتكاتف لمصلحة الوطن. عاشت الكويت وحفظ الله أميرها وولي عهده الأمين.