يوما بعد يوم، تؤكد القيادة السياسية الرشيدة للشعب والعالم كله أنها مصممة على الإصلاح والارتقاء بالبلاد والاهتمام بالعيش الكريم للشعب المعطاء، وأن تكون الكويت درة للخليج، بالأفعال لا بالأقوال فقط، فالكويت تعيش بحق أبهى أيامها في عهد سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، ورئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، وإن جاز لي أن أطلق وصفا على هذا العهد، فهو العهد الميمون، وعهد الإنجاز والتطوير، والنهضة بالكويت وأبنائها.
كلامي هذا ليس المقصود به المجاملة، فالكويتيون جميعا يشعرون بأنهم يتنفسون هواء نقيا، هواء الإصلاح والتجديد والتطوير، هواء عودة الكويت إلى الساحة الدولية والإقليمية كلاعب أساسي ومحوري في جميع الملفات، عودة الكويت إلى أبنائها بحق، وخير ما يؤكد هذا التوجه هو الجولات المستمرة من سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد دوليا، حيث حضر سموه القمة العربية في الجزائر، واليوم يمثل الكويت في قمة المناخ «cop27» وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
رسائل محلية وإقليمية ودولية يرسلها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، بأننا إن أردنا الحياة الكريمة في المستقبل فعلينا الاعتماد على أنفسنا، أن نطعم أنفسنا بأيدينا، ونأكل من خيرات بلادنا، ونشرب من مائها، أن نزرع ونصنع، فالزراعة والصناعة أساس الحياة لشعوبنا، والاعتماد على الآخرين يجعلنا رهينة لهم، تابعين لهم في كل شيء، إلى جانب الاهتمام بالإنتاج على مختلف أنواعه الحيواني والنباتي.
قمة المناخ في مصر والحضور العالي المستوى لها من الزعماء العرب، وتمثيل الكويت العالي بحضور سمو ولي العهد دليل واضح على الفهم العميق بأبعاد المرحلة الحالية، والنظر الثاقب في الواقع العالمي المتقلب والمتأرجح، الذي يجعل الجميع في حالة من الخوف من المستقبل، ووضع السيناريوهات المحتملة للأزمات وكيفية التعامل معها، فالجميع ينظر إلى المستقبل بعين القلق وعدم الاطمئنان.
نحن في الكويت نسير خلف القيادة السياسية وفكرها النير، وتحقيق دعوات صاحب السمو وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء إلى ان توفير الأمن الغذائي مسؤولية الجميع، ابتداء من الوزارات المعنية وانتهاء بالمواطنين، فجميعنا في قارب واحد، والتعاون سبيلنا للوصول إلى ما ننشده من رقي وحضارة وأمان وأمن غذائي واكتفاء ذاتي، وهذا يدفعنا إلى دعوة المنتجين والمزارعين إلى أخذ هذه التوجهات على محمل الجد، وتقديم الأفضل للنهوض بالكويت، ووفرة الإنتاج المحلي تمهيدا للاكتفاء الذاتي، وصولا إلى التصدير، وأن تتحول الكويت من دولة مستوردة إلى منتجة موردة.
قمة المناخ ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر لا تقلان أهمية عن القمة العربية، فالأخيرة سياسية والأولى والثانية بيئية بامتياز، وقد سلكت الكويت سبيل التخضير والحفاظ على البيئة من خلال إطلاق خطة التخضير في الكويت بناء على المرسوم 86 والتي تم تنفيذ 88% منها، وتسعى هيئة الزراعة إلى استكمال المرحلة الثانية منها قريبا، وهاهو سمو ولي العهد في القاهرة ليشير إلى أهمية العمل الجماعي المشترك عربيا للنهوض بالواقع، والتخلص من التبعية، وأن يكون للعرب كلمة مسموعة ليس في المجال النفطي فقط، وإنما في جميع المجالات.
كل هذه التحركات الجادة والمسؤولة من سمو ولي العهد لإنقاذ الواقع واستعادة المكانة تتطلب وعيا محليا وشعبيا بضرورة الوقوف خلف القيادة السياسية، ودعمها بالإنجاز والتفاني والإخلاص والتضحية، فنحن نرى قيادتنا تتفانى من أجلنا، ومن أجل الكويت، وعلينا أن نرد الجميل بالجميل، وأن نقف وراءها، ونكون لها خير معين فيما تصبو إليه، فسر يا سمو ولي العهد، وامض في الإصلاح على بركة الله، فجميعنا خلفك سائرون.