يتزايد الحديث هذه الأيام عن قرب اندلاع حرب شاملة في المنطقة في ظل التطورات المتلاحقة والمتسارعة وتداخل الحقائق مع الشائعات مع الحملات الموجهة في إطار الحرب النفسية المتبادلة بين الأطراف المتحاربة والمتصارعة وتعج وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بتحليلات عن أن الحرب وشيكة أو حتمية، بل ويطالب البعض بضرورة إعلان الحرب من دون ضوابط وسقف، وبالتالي فإن الوضع بات مفتوحا على كل الاحتمالات وأصبحنا في مرحلة لا يمكن معرفة تطورات الأيام والساعات المقبلة.
وفي الحقيقة أن ما تشهده المنطقة هذا الأيام لن يخرج عن سيناريوهين: الأول أن تكون كل مؤشرات التوتر وتسخين الخطاب والجبهات والحديث عن الحرب الشاملة مجرد خطاب دعائي لتبليغ رسائل تهديد للخارج والظهور بمظهر القوة ورسائل لتطمين الجبهة الداخلية وكسب تأييدها وتظل قواعد الاشتباك كما هي دون توسيع للحرب لأن الجميع يدرك أن الحرب الشاملة ليست بالسهولة التي يروج لها الكثيرون. ولا أعتقد أن أحدا من الأطراف المتصارعة أو المتحالفة معها جاهز للحرب أو يريدها لأنها إن وقعت ستأكل الأخضر واليابس وستترك دمارا وخرابا ستعاني منه المنطقة وشعوبها لسنوات وعقود طويلة.
والسيناريو الثاني والأسوأ والذي لا نتمنى حدوثه أن تندلع حرب إقليمية شاملة بالفعل خصوصا في ظل الاستفزازات والتوترات الواقعة حاليا والتصعيد والتهديد المتبادل، وكما يقال إن معظم النار من مستصغر الشرر، فما يبدو اليوم خطرا محدودا قد يتحول إلى دمار كبير ومهلكة تغير وجه المنطقة وتهدد حاضرها ومستقبلها، فإن نشبت الحرب وفلتت الأمور وتطورت الأوضاع لن يستطيع أحد السيطرة عليها وستكون الأوضاع كارثية بكل المقاييس وستتدخل فيها جهات متعددة لتصفية حساباتها، وفي النهاية سيخرج الكل خاسرين بنسب متفاوتة من الخسائر ولذا فإنه من مصلحة الجميع العمل على التهدئة وعدم زيادة التوترات بالمنطقة وتجنب الحرب.
وفــي ظـــل هذه الأجواء المتوترة والتــهديدات المتصاعدة واحتمال نشوب حرب إقليمية نوجه التحية والتقدير لبيان رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي التي قالت إنها لم ولن تسمح باستخدام أو اختراق أجواء البلاد أو أن تكون أراضيها منطلقا للاعتداء على أي من الدول الشقيقة والصديقة. كما نوجه التحية والتقدير لجميع أبناء الكويت لتمسكهم بوحدتهم الوطنية وعدم انسياقهم وراء الشائعات وحرصهم على مصلحة وطنهم وجعلها فوق كل المصالح والانتماءات الضيقة ونتمنى أن نستمر في السير على هذا الطريق وأن نكون أكثر حيطة وحذرا وننأى بأنفسنا عن السجالات والدعوات التي تنادي بالحرب وتنشر الفتن بين طوائف الشعب الواحد.
حفظ الله الكويت ومنطقتنا من كل شر ومكروه.
[email protected]