[email protected]
يتمتع ذوو الاحتياجات الخاصة في الكويت بالعديد من الحقوق والمزايا ويتم منحهم هم وذويهم الكثير من الامتيازات مقارنة بالأشخاص الآخرين في المجتمع لمساعدتهم على توفير المستلزمات التي يحتاجونها، وتبذل الحكومة جهودا كبيرة لتوفير الدعم اللازم لهذه الفئة العزيزة، حيث تقدم لهم الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية والطبية والعمل والإسكان والدعم المالي، ويتم ذلك من خلال مجموعة من القوانين والتشريعات التي يتم تحديثها بشكل مستمر ومتوافق مع التطورات والظروف.
وتعتبر الكويت من الدول الرائدة والسباقة في تقديم خدمات متنوعة ومتميزة لذوي الإعاقة وتوفير حياة كريمة لهم من خلال حصولهم على كل الحقوق المدنية والسياسية بالمساواة مع الآخرين دون تمييز، كما أن الكويت حرصت على شمول ذوي الإعاقة في خطط التنمية والاستدامة وتسليط الضوء على انخراطهم في المجتمع وتقبل إعاقتهم بغض النظر عن نوع تلك الإعاقة أو شدتها، كما أن هناك اهتماما وحرصا على تعديل التشريعات الخاصة بالمعاقين وإصدار قوانين وتشريعات جديدة وفق ما تقتضيه الحاجة.
ولا تألو كل مؤسسات الدولة جهدا في العمل على رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة نفسيا واجتماعيا وطبيا ومهنيا بهدف مساعدتهم على تقبلهم لأنفسهم وللمجتمع المحيط بهم. ويؤكد قانون المعاقين الجديد الذي صدر خلال العام الحالي 2024 على مدى اهتمام الدولة بذوي الهمم، حيث لا تقتصر مزاياه على تقديم الإعانات والمخصصات المالية وإنما شملت الكثير من الامتيازات الأخرى لمساعدة المعاق على متابعة حياته اليومية ومراعاة الصعوبات التي يعاني منها، إضافة إلى مزايا أخرى منها منحة الزواج والمنح العقارية والعلاوة الاجتماعية.
ورغم كل الخدمات التي تقدمها الدولة وأجهزتها لخدمة المعاقين، مازال هناك بعض النواقص والتقصير من البعض ومنها بعض وسائل الإعلام التي لا تهتم كثيرا بقضايا ذوي الإعاقة ولا تمنحهم الفرصة الكافية لعرض أفكارهم ومواهبهم وإظهار قدراتهم الكامنة ومناقشة مشاكلهم ومتاعبهم، وقد وصلني في هذا الإطار اقتراح من قبل أحد أبناء الكويت من ذوي الهمم «كفيف» يتضمن عمل برنامج ثقافي اجتماعي منوع يسهم في نشر التوعية وكيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع بالشكل الأمثل.
وفي الحقيقة، وجدت أن هذه الفكرة التي طرحها هذا المواطن الفاضل مميزة وتستحق الدعم والمساندة، خصوصا أن هذه النوعية من البرامج قليلة ونادرة رغم وجود عدد كبير من ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى مساحة كافية عبر وسائل الإعلام لإيصال أصواتهم وعرض تجاربهم الشخصية ومشاركة رؤاهم وتطلعاتهم المستقبلية، لذا نأمل من المسؤولين المعنيين بهذا الأمر أن يساهموا في إخراج هذا الاقتراح إلى النور، وأن يمنحوا ذوي الهمم المساحة التي تتناسب مع أعدادهم وأهميتهم ودورهم في المجتمع..
والله الموفق والمستعان.