تمر منطقتنا بظروف دقيقة واستثنائية وصعبة جدا لم تشهدها منذ سنوات طويلة، حيث تتصاعد دائرة الصراع والتوترات على جبهات عدة، وتنذر الأجواء المضطربة والأحداث المتسارعة التي نشهدها هذه الأيام بعواقب خطيرة ووخيمة، وحرب إقليمية قد يطول مداها ويطول تأثيرها جميع دول المنطقة والعالم كله، الأمر الذي يتطلب منا في الكويت، باعتبارنا جزءا من هذه المنطقة الملتهبة، المزيد من الحيطة والحذر، وأن نكون على أهبة الاستعداد لأي تطورات واحتمالات قد تحدث خلال الفترة المقبلة.
وقد أدركت الحكومة الكويتية برئاسة سمو الشيخ أحمد العبدالله خطورة الأوضاع الراهنة في المنطقة، وحذرت من تدهورها مراراً وتكراراً، كما عملت ولا تزال تعمل جاهدة مع الأشقاء والأصدقاء على إيجاد حلول ديبلوماسية وسياسية تنهي المعاناة والمأساة في غزة ولبنان وتوقف آلة القتل والتدمير والخراب التي يقودها العدو الصهيوني، وفي الوقت نفسه، أكدت الحكومة أنها على أعلى درجات اليقظة ولديها الاستعداد التام لمواجهة جميع الاحتمالات واتخاذ جميع التدابير الاحترازية اللازمة والإجراءات التي من شأنها الحفاظ على أمن واستقرار البلاد وحماية المنشآت والمرافق الحيوية وضمان سلامة المواطنين والمقيمين، وهذه تحركات وجهود مقدرة ومشكورة للحكومة.
وفي الحقيقة، أن الكويت تعرضت خلال تاريخها الطويل إلى تحديات جادة ومحن قاسية نجحت في تجاوزها بوحدة الصف وتضافر جهود جميع أبنائها الذين تعاونوا وتكاتفوا وعبروا بسفينتها إلى بر الأمان. ونحن في هذه الأيام في أمسّ الحاجة إلى التمسك بالوحدة الوطنية ووضع مصلحة الكويت الغالية فوق كل اعتبار وعدم سماع الإشاعات أو السماح لأي جهة ببث الفرقة والانقسام والطائفية بيننا، كما أننا ننتظر من حكومتنا التعامل بجدية مع هذه الأحداث الاستثنائية وأن تكون لديها خيارات وخطط للتصرف مع جميع السيناريوهات، وأن يتم تأمين الخدمات الأساسية وتوفير جميع الاحتياجات والمواد الغذائية وتسهيل سير الأعمال والخدمات في حال تدهور الأوضاع وخروجها عن السيطرة، لا قدر الله.
في الختام، أود أن أشير إلى أننا ككويتيين نشعر بالأمان والطمأنينة، ونشعر بأننا في حفظ الله ورعايته وفي منأى عن الصراعات والحروب التي يشهدها الشرق الأوسط، وكل ذلك يرجع إلى سياسة الكويت التي تميزت على مدار عقود طويلة بأنها متزنة وحكيمة ومعتدلة وموضوعية، وأنها تحتفظ بعلاقات طيبة وودية مع جميع الدول والشعوب وليست لها عداوات مع أحد، كما أنها ليست لها مطامع أو أجندات خارجية تسعى إلى تحقيقها، بل إنها تقوم بدور محوري إيجابي في مختلف المجالات، لاسيما الإنسانية والخيرية والتنموية، ومن ثم فإن الكويت دائما وأبدا موضع احترام وتقدير من الجميع، ولا خوف عليها في الحاضر أو المستقبل.
حفظ الله الكويت وشعبها ودولنا الشقيقة وشعوبها من كل مكروه.
[email protected]