لم يكن الشيخ فيصل الحمود الصباح كغيره ممن يمثلون أوطانهم، كان سفيرا للكويت، حمل في أحشائه شعلة من محبتها وقلبا نابضا باسمها، رفع رايتها شامخة في العديد من المحافل الدولية ومثلها في عدد من العواصم العربية، نقل وجهها المشرق الى سلطنة عمان، وعكس بتواجده في مسقط صورة متميزة للعلاقة بين أبناء الخليج العربي، حظي بعلاقة خاصة مع القصر السلطاني ونال عام 2007م وسام النعمان من السلطان قابوس بن سعيد، وكان في عمان يكرس جهوده لترميم العلاقة والتوافق مع الأردن، فغرس أغصان المحبة بين الشعبين من جديد، وساهم في تعزيز اللحمة بين البلدين، ورسخ مع الأردن نموذجا رائعا للعلاقات العربية، جمعته علاقة وثيقة بالأسرة الهاشمية والعديد من الشخصيات القيادية ووجهاء العشائر الأردنية، ونال عام 2010م وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
أحدثكم اليوم عن رجل ليس كمثله رجل.. رجل حمل بقلبه الكويت أينما حل وأينما ارتحل، رسم بشخصه نموذجا رائعا للانتماء للوطن والولاء لقادته، وشكل بسلوكه صورة مثالية عن الإنسان الكويتي العاشق لوطنه والمحب للآخرين، فكان من الطبيعي أن ينال عددا كبيرا من الأوسمة وشهادات الدكتوراه الفخرية نظرا لعلاقاته المتميزة مع مختلف المؤسسات العلمية والمبادرات والمنظمات الإنسانية من مختلف بلدان العالم، نعم كان محبا للكويت لكنه أحب وطنه العربي الكبير وشغلته قضاياه وتفاعل مع القضية الفلسطينية وحصل على وسام القدس من الدرجة الأولى عام 2010م، كما نال وسام الرافدين من الدرجة الممتازة من قبل الجالية العراقية في الأردن عام 2010م.
ولم تشغل الشيخ فيصل اهتماماته الوطنية والقومية عن إحساسه الإنساني، فكان سفيرا للنوايا الحسنة للعمل الإنساني في منظمة السلام والتنمية التابعة للأمم المتحدة، وسفيرا لدعم المرأة في البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، ونال شهادة فارس الجودة في الإنسانية الديبلوماسية من مهرجان فرسان الجودة في دبي عام 2012م، كما منح شهادة الدكتوراه الفخرية من قبل منظمة السلام والتسامح في الكويت عام 2014م، وشهادة القيادة العالمية التي حصل عليها من ماليزيا عام 2015م، بالإضافة الى شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري في السودان في العام ذاته، إضافة لإنجازات عديدة لا يحتمل هذا المقال ذكرها.
في يوم الحادي عشر من ديسمبر 1963م كانت الكويت تستقبل ابنا من أبنائها البارين ورجلا من رجالاتها المخلصين، تلقى تعليمه في الكويت وحصل على شهادة البكالوريوس الجامعية بتخصص علوم سياسية واقتصاد من جامعة الكويت وشهادة الدكتوراه من كلية التجارة جامعة الأزهر في مصر، تنقل في مناصب عديدة داخل الكويت، منها منصب محافظ، كما كان ممثلا بالإنابة عن سمو الأمير وسمو ولي العهد ورئيس الوزراء في عدد من الفعاليات الرياضية، وتولى منصب رئيس المجلس الأعلى للشباب العرب، ومثل الكويت سفيرا في كل من سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية قبل أن تحط به الرحال ويستقر في منصبه الحالي مستشارا بالديوان الأميري.
أرجوحة أخيرة: لا شك أن كل من يعرف الشيخ فيصل الحمود يدرك أنه كان ومازال مهندسا لتوطيد العلاقات الدولية خليجيا وإقليميا وعالميا، فمع كل هذا الحل والترحال مازال الفارس الأصيل يمتطي صهوة جواده ويواصل الإنجازات، تاركا قلبه يفيض في عشق الكويت وحب أهلها، ومازال يواصل توطيد العلاقات مع العديد من دول العالم من خلال تواصله الدائم مع سفراء الدول القائمين في الكويت، مواصلا الامتثال لهمه الوطني وحسه الديبلوماسي المتميز، ناهيك عن تواجده في مناسباتنا العامة والخاصة، شكرا فيصل.
ان بقيت من يذكر الطيب ويزود
ويعطيك كلام شيوخ ويزيدك علا
سند على الصباح، فيصل الحمود
راعي سَمِّ وأبشر ويا هلا