بقلم: محمد المشعان
ليس المال عديل الروح بل الطبع فهو الغلاب وكما ان هناك بصمة مختلفة لكل شخص فإن الطباع والأمزجة مختلفة في كل منا وهذا الجسد الذي يزيد الماء فيه عن ثلثيه خاضع لميزان المد والجزر والجمود والغليان والغوران في شقوق بعيدة أو يحلق في آفاق بعيدة.
طبعك الذي هو من فطرتك ليس ميسورا تغييره وتقليبه مهما حاولت وخصوصا عند حدوث الصدمة بما لم تتصور أو تتوقع.
ولكن الحياة في طبيعتها أخذ وعطاء فنحن نعطي الحب أو الكره والشوق أو الصد لنأخذ بالمقابل معاملة موازية، فكما ان الوفاء يجعلك تؤثر التضحية فإن الجرح والخذلان يجعلانك سلبيا ما بين الصمت ومرارة الحزن وما بين الخيار برد الصفعة، هنا تكون الصدمة وكما ان هناك حصاد الثمر الطيب هناك أيضا خلاصة المر والطعن والإهمال والإغفال.
بالحياة يمر على الناس كثيرون ممن يدخلون ويخرجون بين حنايا القلب معززين مكرمين لكن المقابل منهم لا يكون موازيا لما أخذوا، وهنا تملأ الحلق مرارة فنحن بشر وحتما نختلف بدواخلنا وطباعنا ونموج بين أحاسيس ومشاعر تتخللها معاملات لكن القاسي والذي لا يطاق بل المدهش هو قدرة كثيرين على المشي فوق القلوب الجريحة دون ادنى إحساس بالذنب.
والناس نوعان، صنف يعشق الوديان والشعاب والتيه والضياع وفقدان البوصلة.. وصنف آخر يهوى السهول والوهاد والنجود لأنه يحب البساطة والفطرة وعدم التعقيد وهنا يتحقق الهدوء والاستقرار وزرع الأمل بجوار الحلم فيكون الحصاد واقعا جميلا يلبي رغبات روح آمنة مرتاحة بعيدة عن المرارة والعذاب.
في الخلاصة ما الذي يحدث في مجمل العلاقات والصلات؟
إنه أحد أمرين:
أخذ وعطاء.. تضحية ووفاء
أو بخل وجفاء.. وغيظ وخواء
إن القلب المرهف المليء بالمشاعر لا يتغير ولن يتغير حتى لو تهشم فهناك من لديه القدرة على الاستمرار والعطاء ومن لديه قدر عجيب من المسامحة ودمل الجرح.
ومن يملك قلبا رقيقا طاهرا نظيفا هو من يتحمل ولا يتغير مهما كانت الظروف ويسعد بإرضاء القريب والصديق والحبيب حتى وإن كان هذا القريب أو الصديق أو الحبيب خاذله.
نقطة أخيرة: يقول الشاعر نزار قباني: الحزن يحفر التجاعيد على بشرة المرأة فتذهب إلى اخصائي في فن التجميل «فيشدشدها» وتستعيد عشر سنوات من عمرها بينما الحزن يحفر التجاعيد على قلب الرجل فيخسر عشر سنوات من عمره ذلك لأن جلدة القلب غير قابلة للخياطة والتفصيل والترقيع والتعديل.
[email protected]