سنفتقده كثيرا ونفتقد معه أشياء كثيرة باتت نادرة في سياسيي اليوم، ممن لم ولن يحوزا ما حازه من التواضع وسعة الصدر والحلم.
رجل مفعم بالأخلاق والتواضع والطيبة والاحترام والحكمة والحلم وسعة الصدر والوجه المبتسم دائما، صفات إنسانية قل ما تجدها في سياسي عاصر أزمات سياسية مثل الازمات التي عاصرها العم جاسم محمد الخرافي رحمه الله.
وطوال مشواره السياسي حرص على عدم الخلط ما بين شخصيته الاجتماعية وصفته السياسية كوزير أو نائب أو حتى كرئيس لمجلس الأمة، فاستطاع بطبيعته السلسلة والمبتسمة دائما وشخصيته المميزة أن يجبر الجميع على أن ينصفوه فيقدروا شخصه رغم اختلافهم السياسي معه.
وها هو بعد رحيله يجبرنا على أن نعود للكتابة لذكر محاسنه.
أعلم ويعلم كل منصف مثلي وأرجو أن أكون كذلك بأن العم ابا عبدالمحسن لم يفجر بالخصومة يوما ولم يشتم أي طرف سياسي رغم ما ناله وأسرته من تجريح وكان يواجه الإساءة بالابتسامة ومد اليد للتصافي وان جمعته المصادفة بمن أساء له ابتسم وبادر بالسلام عليه ومازحه بخصوص ما قاله تجاهه من إساءة بل وكان حريصا كل الحرص على عدم هدم جسور التواصل مع الجميع وتثبيت جسورها بالحسنى من خلال مشاركته الجميع خصومه قبل حلفائه في أفراحهم وأحزانهم وزيارة مرضاهم.
التقيت كثيرا بالفقيد مرة في مكتبه لإهدائه كتابا مصورا كنت أعددته عن سيرة الفقيد الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، ولا أنسى استقباله الكريم ودعمه المعنوي وكلمات الشكر الرقيقة التي تلقيتها منه والتقيته مرات ومرات في ديوانه وديوان أسرتي التي كان يزورها بحكم العلاقة الأسرية التي تجمعنا.
أقولها وبكل صدق وأمانة: لقد فجعني رحيل العم أبا عبدالمحسن المفاجئ فكما عاش معنا بهدوء وابتسامة جميلة رحل عنا بهدوء ودون مقدمات.
وداعا يا أبا عبدالمحسن، وأسأل الله أن يرحمك ويسكنك الفردوس الأعلى ويلهم ذويك وأحبابك وأصدقاءك واسع الصبر والسلوان.
* نقطة أخيرة: المجالس أمانات ولهذا نتحفظ على سرد مواقف طيبة ورجولية للفقيد مع كثير من خصومه، واكتفي بذكر موقف واحد، وهو سؤاله الدائم عن حال وصحة خصومه السياسيين، وتعاطفه معهم، ونصحه وحرصه الدائم على التهدئة، الى ان توفاه الله. رحمك الله فقد كنت راقيا حتى مع خصومك.
[email protected]