في قطار الحياة التي مرت ولا نعلم كم بقي لنا بأمر الله، أمر على كثير من المحطات وفي كل محطة أقف لأقضي جزءا من عمري ابني فيها صداقات وأنعى معها أحبابا وأكمل المشوار الى ان أصل الى محطتي الأخيرة لينعاني بعدها كل صديق وحبيب تركته من بعدي.
قناعاتي في النهاية ثابتة إن شاء الله دون أن أزكي نفسي كثبات الجبال وتزداد ثباتا في كل مرة أفقد فيها عزيزا فلا أنا خالد في هذه الدنيا ولا أحبابي خالدون وتلك هي الحياة.
أخيرا هز وجداني خبر رحيل أخي وصديقي الحبيب سعد المعطش صاحب أنصع قلب وأجمل روح لا تجد أحدا غضب منه أو حقد عليه، ذلك أنه هو نفسه لم يغضب ولم يحقد على أي أحد بل كان ذا الوجه البشوش لكل أحد.
لي معه أرشيف من الذكريات الجميلة كجمال ابتسامته والعديد من المواقف الرجولية التي لا يقفها الا من كان مثل سعد.
تعلمت منه حب الحياة ورد الإساءة بالابتسام، اختلفنا في كثير من المواقف السياسية واتفقنا على حفظ مودتنا وصداقتنا.
سعد المعطش شخصية لن تتكرر في زمن كثر فيه التملق وزاد فيه النفاق وبيع الأصحاب.
أحببته لعفويته ونظافة قلبه وابتسامته التي لا تفارق محياه.. أحببته لصدقه وأمانته مع كل من حوله.. أحببته لما رأيت من بره لوالدته وطاعة لوالده.. أحببته لحرصه الدائم على أصدقائه..
من يعرف سعد جيدا كما عرفته سيدرك ان المحطات لن تهديني صديقا كسعد.
وداعا يا (بوصالح).. وداعا يا من أدميت قلبي في رحيلك المفاجئ.. أسأل الله سبحانه وتعالى ان يرحمك رحمة واسعة وأن يلهمنا وأسرتك واسع الصبر والسلوان.
[email protected]