فور إعلان أسماء أعضاء الحكومة الجديدة كان لافتا دخول الشيخ ناصر صباح الأحمد كنائب أول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع ولما لهذا المنصب من رمزية سياسية يدركها كل متابع للشأن السياسي أدرك الجميع بأن هناك مهمة منوطة بالشيخ ناصر ودورا كبيرا سيقوم به في المرحلة القادمة.
من يتابع مسيرة الشيخ ناصر يدرك جيدا بأنه شخصية تتميز بالحياد الإيجابي مع جميع الفرقاء السياسيين، فهو لم يدخل في خصومة سياسية مع طرف ضد طرف آخر على الرغم من المحاولات الحثيثة التي قام بها البعض لجره إلى دائرة الصراعات السياسية، ولكنه كصاحب رأي وفكر مستنير أفشل كل تلك المحاولات وكان على مسافة واحدة من الجميع نظرا لما يملكه من روح منفتحة ونظرة ثاقبة بإمكانها أن تستوعب الآخر مهما كانت مساحة الاختلاف معه.
من هنا كان دخول الشيخ ناصر مفاجأة سارة، بل إنه شكل بارقة أمل أشاعت جوا من الارتياح لدى الرأي العام، وبث في نفوسنا التفاؤل بأننا على أعتاب مرحلة جديدة سنشهد من خلالها انفراجا سياسيا ينهي حال الاحتقان الذي شهدناه عدة سنوات، وهو ما نأمل أن يتوج بمصالحة وطنية مع جميع الرموز السياسية والتيارات الشبابية الفاعلة على الساحة، والتي تم تغييبها وعزلها بل وإقصاؤها بفعل فاعل لسنوات مضت من قبل أطراف كانت بيدها خيوط اللعبة السياسية.
من المؤسف أن تلك المرحلة سادها الفجور في الخصومة، وسعت أطراف شاركت في الإمساك بخيوط اللعبة السياسية إلى عملية اغتيال سياسي ومعنوي لرموز شعبية كبيرة لها دور فاعل ولا يوجد شك بنواياها المخلصة تجاه الوطن والمواطن.
نحن نعتقد أن الشيخ ناصر لديه كل المقومات التي تمكنه من أن يكون صاحب دور سياسي ووطني جامع لإعادة بوصلة المشهد السياسي إلى مسارها ومؤشراتها الصحيحة، ونحن بانتظار أن يتم ترجمة طموحات الشعب في إعادة الروح إلى الحياة السياسية من جديد وبسقفها الملتزم بمصلحة الوطن والمواطن واحترام دستور 62.
نقطة أخيرة: معالي النائب الأول نعلم أن المهمة صعبة وشاقة ولكن كما يقول الشاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.
[email protected]