من أراد أن يعيش بسلام وطمأنينة وراحة بال واستقرار، فلا يجعل حياته متاحة ومستباحة للجميع. حافظ على حياتك الخاصة وأسرار بيتك من العبث والتدخلات لأن الحياة مليئة بأصناف كثيرة من البشر منهم النرجسيون، والمرضى، والمتطفلون، والغيورون، والحسودون.
في الديوانية قد تلتقي بأحد هؤلاء الأصناف من البشر، يسألك عن حياتك الخاصة، لا من باب النصح والإرشاد، بل من باب التطفل «حشري» وأنت بحُسن نية تفضفض بما في قلبك له. هذا الشخص المتطفل تطلب منه ألا يُخبر أحدا بأسرارك الخاصة، لكن مع الأسف يُخيب ظنك فيه. وبعد أن يُذيع ويُشيع السر.. فلا تلم قائله بل لُم نفسك، لأن صدرك لم يتسع لسرك.
وكما قيل «أصبر الناس من صبر على كتمان سره، فلم يُبده لصديقه».
يقول ابن الجوزي: «رأيت أكثر الناس لا يتمالكون من إفشاء سرهم، فإذا ظهر عاتبوا من أخبروا به، فواعجبا كيف ضاقوا بحبسه ذرعا، ثم لاموا من أفشاه».
يحضرني موقف عن الكتمان لزوجة تطلقت من زوجها غير الصالح للزواج، فاتفقت مع أمها إذا سألهم أحد من الأهل والأقارب والجيران عن سبب الطلاق يقولون لهم: «ما في نصيب» لأن فيه ناس ما ترتاح إلا إذا عرفوا سبب الطلاق... وكلمة ما في نصيب تُغني عن القيل والقال وكثرة السؤال.
٭ اقرأ واتعظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».