عاش زوج مع زوجته في بداية حياتهما الزوجية في حب وسعادة وهناء. مرت عليهما عدة سنوات لم تنجب الزوجة فيها.. فقررا الذهاب إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية لمعرفة سبب عدم الإنجاب.
بعد اجراء الفحوصات الطبية، تبين ان الزوجة هي سبب عدم الانجاب، لكن من شدة حب الزوج لزوجته أخبرها بأنه هو السبب في عدم الانجاب، لكي لا يجرح مشاعرها وأحاسيسها.
صبرت الزوجة، وكان أهلها يطالبونها بالانفصال عن زوجها، وهي كذلك فكرت أيضا ان تنفصل عنه.. لكن شاء القدر ان تصاب الزوجة بفشل كلوي.. وهناك في المستشفى تبرع لها زوجها بكليته، لكنه طلب من الدكتور والهيئة التمريضية ألا يخبروها بأنه المتبرع بكليته.
خرجا من المستشفى وعادا إلى بيتهما، وبعد مرور سنة حملت الزوجة بعد سبع سنوات عجاف وانجبت طفلا جميلا فرحت به فرحا شديدا.
في يوم من الأيام بينما كانت الزوجة تنظف المنزل، دخلت إلى الحجرة التي يوجد بها مكتب زوجها، فوجدت دفتر مذكراته على المكتب.. قرأت ما به فبكت بكاء شديدا.. لقد علمت أن سبب عدم الانجاب هي وليس هو، وان المتبرع بكليته لها هو زوجها.
يا له من زوج وفيّ، اخفى عن زوجته بأنها هي السبب في عدم الانجاب وتبرع لها بكليته اثناء مرضها دون علمها.. كل ذلك بسبب حبه لها، واحتراما لمشاعرها وأحاسيسها، ما اطيب الوفاء، وما أجمل الوفاء الذي ينمّ عن خلق الإنسان الكريم.
اقرأ واتعظ: الوفاء لذكرى الأحباب، والعطاء قيمة إنسانية، وإليكم صور من وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها:
كان صلى الله عليه وسلم يقول لكل من كلّمه عن خديجة رضي الله عنها: «آمنت بي إذ كفر الناس.. وصدقتني اذ كذبني الناس.. وواستني بمالها اذ حرمني الناس.. ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء».
وقد سمي العام الذي ماتت فيه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بـ «عام الحزن». وبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب.
وكان من عادته صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يهدي إلى صديقات خديجة.