«مالي ومال الناس»، و«مالك ومال الناس»، أقولها للذين يتكلمون في شؤون الناس الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الدواوين، وفي ملتقى شاي الضحى بالنسبة للنساء، وفي التجمعات الأخرى.
ديننا الإسلامي الحنيف وشريعتنا الغراء حثتنا على عدم التدخل في شؤون الآخرين.
قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) سورة النساء 114.
فقد حرم الشرع التناجي دون الآخرين الموجودين معنا في المجلس والتكلم عن الناس، لما فيه من إشاعة الحقد والكراهية والبغضاء بينهم.
ومن كمال إسلام المرء تركه ما لا يهمه، وفي ذلك قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
الأمور التي لا تعنيك اتركها، فإن هذا من حسن إسلامك وراحة بالك.
فكون الإنسان لا يهمه إلا نفسه، فإنه يعيش مرتاحا.. أما الذي يتتبع عورات الناس وأحوالهم الخاصة، ويتصيد أخطاءهم، فإنه بالتأكيد سوف يؤثم ويتعب تعبا عظيما، ويفوِّت على نفسه خيرا كثيرا، مع أنه لا يستفيد سوى كسب السيئات.
يقول فضيلة الشيخ عبدالرحمن السعدي، رحمه الله: «إن من لم يترك ما لا يعنيه، فإنه مسيء في إسلامه»، ويقول ابن القيم، رحمه الله: «جمع النبي عليه الصلاة والسلام الورع في كلمة واحدة فقال: «من حسن إسلام المرء، تركه ما لا يعنيه».
وقيل للقمان الحكيم: «ما بلغ بك ما نرى؟ يريدون الفضل، قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنيني».
وقال الإمام الشافعي، رحمه الله: «ثلاثة تزيد في العقل: مجالسة العلماء، ومجالسة الصالحين، وترك الكلام فيما لا يعني».
٭ اقرأ واتعظ: من حديث كُفَّ عليك هذا: «... أخذ رسول الله بلسانه، وقال لمعاذ: كُف عليك هذا، فقلت يا نبي الله، إنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبّ الناسَ في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم».