رحل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، إلى جوار ربه قبل أن تثمر جهوده الدؤوبة رأب الصدع ولم الشمل بين دول مجلس التعاون الخليجي وهكذا تم طي صفحة الخلاف وعودة العلاقات الى سابق عهدها بين دولة قطر ودول المقاطعة.
وكان دور الكويت بارزا ومحوريا في متابعة ما بدأه أمير الانسانية الراحل، حيث استمر صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، بمتابعة ما انتهت إليه جهود أميرنا الراحل، الى أن عقدت «قمة العلا» في المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث اتفقت دول مجلس التعاون الخليجي على تنحية الخلافات جانبا وبدء مرحلة جديدة من لم الشمل بعد ثلاث سنوات من المقاطعة.
إن بقاء التعاون الوثيق ونبذ الخلاف بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الذين تربطهم وحدة الدم والمصير المشترك أهم ما تحقق في «قمة العلا» التي اكدت عمق العلاقات بين الأشقاء والتأكيد على التكامل الخليجي والعربي والإسلامي. ويوم 5 يناير 2021 الذي تمت فيه عودة العلاقات واللحمة لن ينسى وسيظل راسخا مخلدا في أذهان كل مواطن خليجي وعربي، وتأكيدا على أن البيت الخليجي موحد مهما سعى البعض الى زرع الفتنة بين أعضائه الذين يشكلون جسدا واحدا، ولن يحرك أصحاب الغايات السيئة مهما كانوا قيد أنملة في زعزعة أمنه واستقراره وسيخيب مسعى كل من تسول له نفسه التفريق بين الأشقاء، فأواصر الأخوة قائمة بإذن الله وبحكمة قادة دول مجلس التعاون.
ومع قمة العلا التي جمعت الأشقاء وجها لوجه أصبح الجميع بحاجة ماسة لإعادة توحيد الجهود والنهوض بالمنطقة لمواجهة ما يتحداها في وسط تغلي فيه بعض دول المنطقة العربية على صفيح ساخن.
نعم، لقد طويت صفحة الماضي بكل نقاطها الخلافية وعادت قطر الشقيقة إلى حضنها الخليجي في مصالحة ستظل عنوانا لخطط ومستقبل زاهر للمنطقة برمتها، وهنا لابد من الاعتزاز الكبير بالسعي الحثيث الذي قامت به الكويت والفخر بجهودها المشهودة في لم شمل الأشقاء ورأب الصدع في البيت الخليجي والوصول إلى الأمل المنشود لما فيه خير دولنا الخليجية وأبناء الخليج جميعا.
حفظ الله خليجنا وجمع صفوف العرب والمسلمين على الخير.