مشكلة سنوية يمر بها أولياء الأمور مع بداية كل عطلة صيف، خصوصا أولئك الذين لا يستطيعون السفر إما لظروف مادية أو اجتماعية وغيرها من المبررات المرتبطة بالأسر، ألا وهي كيفية قضاء أوقات الأبناء على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم.
ولكي لا يشعر الأبناء بالضجر والملل لابد من البحث عن كل ما يمكن أن يلبي طموحاتهم ويحقق شغفهم ببعض الهوايات والألعاب والأنشطة المتنوعة التي تناسب ميولهم ورغباتهم، ولعل الأندية الصيفية تعتبر الموئل الأفضل لهم إذا ما أرادوا استثمار أوقات أبنائهم بما هو مفيد.
وهناك الكثير من الأندية الرياضية التي يمكن الالتحاق بها وممارسة بعض الألعاب كالسباحة وكرة القدم وأنواع الرياضات الأخرى سواء الفردية أو الجماعية والتي تشغل وقت الأبناء من جهة وتنمي مواهبهم وقدراتهم الجسدية والنفسية من جهة أخرى إضافة إلى إتاحة الفرصة لهم للتعرف على أصدقاء جـــدد يشاركونهـــم الاهتمامــات ذاتها بما يخلق بينهم أجواء من التنافس الإيجابي.
وهناك أندية صيفية ثقافية واجتماعية متنوعة لتنمية مواهب الأبناء والبنات، كما لدينا بعض الجهات الحكومية والخاصة التي تتيح المجال لتدريب الطلبة خلال العطلة الصيفية على الكثير من الأنشطة المتعلقة بمجالات عملها ولعل «لوياك» نموذج مشرف بما يقدمه من برامج تدريبية مميزة بالتعاون مع مؤسسات خاصة من بنوك وصحف وشركات وغيرها تستضيف خلال الصيف الطلبة وتدربهم على طبيعة عملها وتعرفهم على آلية الانتاج والانجـــاز بشكل مهني يجعل الطلبة أكثر وعيا بطموحاتهـــم وبمستقبلهــــم المقبلون عليــه.
كذلك هناك الأنشطة الكشفية وما يرافقها من فعاليات ومعسكرات وبرامج تدريبية وتربوية واجتماعية وتطوعية تؤثر بشخصية الأبناء وتنميها من خلال التفاعل البناء والتطوير المستمر للمهارات وحسن التعامل بين الأشخاص على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم.
نعم، السفر ضروري لمن يستطيع وله فوائد كثيرة، لكن لمن لم يستطع يمكنه أيضا أن يجعل من الصيف فرصة للإنجاز والتعلم والمعرفة، فالأندية موجودة، والأفكار البناءة مطروحة وكل ما علينا هو البحث والتجاوب مع الجهات المنظمة لتلك الأنشطة لتحقيق الصالح العام لأبنائنا وبناتنا، فيشغلون أوقاتهم بأشياء مفيدة لهم ولأسرهم ولمجتمعهم.
المشاركة بالأنشطة المتنوعة والفعاليات المختلفة والمبادرات التطوعية تسهم بصقل شخصية الابن وتنمي قدراته، كما يتم اكتشاف أصحاب المواهب في مجالاتهم المتعددة.