لعل من أهم الأمور الواجب توافرها للنهوض بالعمل وتطويره في أي مجال من المجالات، لاسيما الجهات ذات الطابع المؤسسي، الاستقرار الوظيفي، خصوصا في الوظائف القيادية والإشرافية، وهو ما نتمنى أن يتم بأسرع وقت في منظومتنا التعليمية سواء في وزارة التربية ووزارة التعليم العالي، أو جامعة الكويت وكذلك الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
إن موضوع التسكين يؤدي إلى استقرار المنظومة التعليمية بجميع مراحلها بدءا من رياض الأطفال مرورا بالابتدائي فالمتوسط إلى الثانوي وصولا إلى الجامعة والتطبيقي وحتى الدراسات العليا، ليصبح بالإمكان تنظيم البرامج وإعداد الخطط واتخاذ القرارات بكل مسؤولية وبما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية ورفع مستويات الخريجين بجميع المراحل، فالتأسيس الصحيح والحقيقي يعطي نتائج إيجابية للمرحلة التالية، وهكذا.
تمر السنوات وهذه الوظائف مازالت شاغرة، ولكم أن تتخيلوا يا رعاكم الله أن جميع الوكلاء والوكلاء المساعدين في وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بالتكليف، حتى ان بعض هذه الوظائف القيادية يقوم بها عدد من مديري الإدارات منهم من هو بالأصالة ومنهم بالتكليف، وأيضا بعضهم من المراقبين!
ونتساءل: لماذا كل هذا التأخير وعدم حسم مثل هذه الأمور التي كلما طالت كانت آثارها سلبية على العملية التعليمية بجميع أطرافها؟ وكيف يمكننا وضع الخطط وعرض المقترحات والآراء لتطوير التعليم من دون وجود وكلاء ووكلاء مساعدين بالأصالة يعينون الوزير في عملية الإنجاز ويكونون حلقة الوصل مع الإدارات والأقسام، يتابعون سير العمل وتكون لديهم القدرة والصلاحية على اتخاذ القرار والتوجيه بشكل فعلي، ويكونون مسؤولين عن قراراتهم وأعمالهم وتنفيذ استراتيجية تطوير التعليم في الكويت وإصلاح أي خلل بمنظومتنا التعليمية التي نأمل دوما أن تكون الأفضل، وبالتأكيد يمكن أن تكون الأفضل بالعمل الجاد والمثابرة وقيام كل منا بواجباته على أكمل وجه؟
في هذه الأيام، نعيش أجواء العرس الديموقراطي المتزامن مع شهر رمضان المبارك، ولا يسعنا إلا أن نتوجه بالتهنئة والمباركة بالشهر الفضيل إلى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د.محمد الصباح، وإلى شعبنا الوفي، سائلين الله تعالى أن يكون شهر خير وبركة على كويتنا والأمتين العربية والإسلامية.
ونقول للمرشحين والمرشحات لانتخابات مجلس الأمة 2024، من أبناء الكويت الأفاضل: أمامكم الكثير من العمل، ونأمل أن تكون برامجكم الانتخابية وطروحاتكم بما يتوافق مع نهج الإصلاح والتطوير، وأن يكون من بين القضايا المطروحة الاهتمام بقضية التعليم بشكل فعلي ودعم كل ما من شأنه تطويرها والاستفادة من توجيهات صاحب السمو الأمير والتوجه الحكومي نحو هذا، فالأمر الذي يمس جميع أبناء الكويت، وكلما تطور التعليم انعكس ذلك إيجابا على مناحي الحياة عامة.
والله الموفق.