علاقة الكويت مع المملكة المتحدة لا يمكن اختصارها في مقال، بل إنها تحتاج إلى مجلدات كثيرة، نتيجة لقدمها عبر عصور طويلة مضت.
ولقد عـززت هذه العلاقة الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحـب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلـى اسكتلنـدا بالمملكة المتحدة، بدعـوة شخصية من الملـك تشالزالثالث، بمناسبة مرور 125 عاما على توقيـع الاتفاقـية الأنجلو كويتية عام 1899، والتي أسست العلاقات الديبلوماسية الرسمية بين البلدين الصديقين، حيث تبادلا بشكل ودي البشت الكويتي والإزار الاسكتلندي، كما غرس سموه شجرة في إحدى حدائق بيت دمفريس هاوس بمقاطعة آيرشاير الاسكتلندية، تعبيرا رمزيا عن الصداقة الدائمة والمتنامية مع المملكة المتحدة.
فالعلاقات بين البلدين، طويلة منذ أواخر القرن الثامن عشر، والبداية الحقيقية انطلقت بتوقيع معاهدة الحماية مع بريطانيا في يناير عام 1899م بحضور المعتمد السياسي البريطاني في الخليج العربي آنذاك الكولونيل ميد، الذي وقع على الاتفاقية باعتباره ممثلا للحكومة البريطانية.
حيث تعهدت بريطانيا بالدفاع عن الكويت ضد أي خطر خارجي أو عدوان تتعرض له، كما استمرت العلاقات الكويتية البريطانية في المجال الاقتصادي بعد اكتشاف النفط في الكويت، حتى جاء عام 1961م، ليخطو سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، نحو الاستقلال، وفي عام 1975 ترسخت العلاقة النفطية بين الكويت وبريطانيا.
كما تعد المملكة المتحدة أحد الدول في التحالف الدولي المساهمة في تحرير الكويت عام 1991م.
ونحن - الكويتيين - نفتخر بعلاقة بلدنا الكويت مع المملكة المتحدة، كما نفتخر بالعلاقات الوطيدة مع كل الدول الصديقة، التي نتعاون معها اقتصاديا وثقافيا، وتربطنا بها علاقات سياسية وطيدة.
ونحمد الله أن بلدنا الكويت تتمتع بالصدق في تعاملاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، ولا تسير إلا في طرقات السلام والأمان، ولا تضمر أي شر لأي دولة، بل إنها تسهم بكل ما تمتلك، كي تكون بلد العطاء والتسامح.
ومن الواضح أن الكويت خلال هذه الفترة تحرص على أن تكون علاقاتها الخارجية تفاعلية، وعميقة، وهذا بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وشعبها، وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.