من الطبيعي حين نستقدم العمالة المنزلية أن نطلبهم حسب احتياجاتنا في أي مجال من مجالات الاستخدام، وأهمها لتنظيف المنزل والمطبخ، بمعنى إدارة المنزل في حال غياب الأم العاملة في الدولة أو لمساعدة ربة المنزل في حال كان عدد أفراد الأسرة والمنزل كبيرين.
ولا تخلو المسألة من مساعدة الزوجة للعاملة وتدريبها والإشراف على تنظيف الغرف أو المطبخ، لأنها تختلف عنا بأسلوب حياتها ببلدها الأم، لكن الغريب أن تلك المكاتب في بعض الدول الآسيوية باتت تحذر العمالة من عدم القيام بأعمال المنزل بجانب الطبخ وإن كانت الأسرة صغيرة، فدربوهم على الكذب بعد جائحة «كورونا» على أن تقول العاملة إنها لا تفهم سوى في شؤون المطبخ، ودربوا الأخرى على ان تقول انها لا تفهم الا بالتنظيف، وحذروهم من الجمع بين العملين في آن واحد، وقمت أنا بمجهود شخصي باستفتاء عدد من العمالة، وسألت الكثير منهن واعترفن بأن المكاتب في دولهن تملي عليهن ذلك بغرض الا تقوم بالتنظيف والطبخ معا، كي تفسح المجال وإعطاء فرصة عمل للأخريات ويتم بذلك ارسال اكبر عدد منهن للبيوت الكويتية، وهذا غزو من نوع جديد باستقدام عاملتين لكل بيت، وأصبحت العملية اقتصادية وحلا لمشكلة البطالة بتلك الدول على حساب البيت الكويتي.
وهناك أُسر كويتية لا تقوى ماديا على دفع راتب لعاملتين، وهناك بيوت لا تحتاج الى مجهود اثنتين في الوقت نفسه، مما سبب هذا الانفصال في التخصص الوظيفي للعمالة ما بين (طباخة ومنظفة منزل) ثقلا ماديا على الاسرة الكويتية وازداد عدد العاملات بالبيوت، وبالتالي ازداد عددهن في المجتمع، ونحن نشتكي من وضع التركيبة السكانية غير العقلاني في البلد، ناهيك عن سعر تكلفة استقدام العاملة البالغ 1050 دينارا يدفعها الكفيل للمكتب في الكويت لاستقدام العمالة، وعلى الرغم من ان الجهات الرسمية حددت لتلك المكاتب اسعار العمالة، لكن السوق السوداء مازالت ماضية في طريقها القديم، والأدهى من ذلك ان مكاتب العمالة في الكويت تخطرك بأنه خلال ستة شهور إن ارجعتها للمكتب ولم يعجبك اداؤها سوف يقوم بإعادة نصف المبلغ، امـــا بعد انتهاء الستة أشهر فيصبح الكفيل هو المسؤول عن تحويل اقامتها لشخص آخر أو يتكفل بقيمة تذكرتها وتسفيرها. إذن نحن امام ابتزاز كبير ومؤامرة ضد المواطن الكويتي وضد الوطن سواء كان من مكاتب العمالة في الدول الآسيوية أو مكاتب استقدام العمالة في الكويت.
لذا، نرجو من جهات الاختصاص والبحث الحد من آلاف العمالة التي استحلت بيوتنا بسبب شروطهم وإجبارنا على طاهية للمطبخ وأخرى للتنظيف فقط، وأصبحنا نحن الكويتيين أقلية في وطننا الأم!