جاء حزم صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في وقته المناسب لإنقاذ الوطن، لما يتعرض له من ضعف وقصور، ولإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، خوفا على الوطن من الهشاشة في غفلة من الزمن، ولكي تستقيم الأمور ويعود النصاب لوضعه الطبيعي، فكان لا بد من تعليق عمل المجلس فترة من الزمن للتفرغ لدفع عجلة التنمية إلى الأمام ولمواكبة التطورات السريعة في جميع مناحي الحياة.
والكويت الوطن هي لنا جميعا «الأم» وحين تحتاج لأبنائها الصالحين، ستجدهم ملتفين حولها مخلصين لها ولرفعة شأنها، وإماطة الشوائب من الطريق الذي تسلكه وإزاحة كل ما يمكن أن يعوق المضي قدما بها لأعلى درجات الرقي والحضارة وفي جميع مجالات العلوم السياسية والاقتصادية وبناء الإنسان وعمران البناء... إلخ، والتي سيحتذي بها الآخرون لتعود عروسا متوجة بأميرها وأبنائها البررة.
نعم نحن نحتاج إلى ذلك القرار الحكيم الحاسم من رجل ذي حزم ونظرة ثاقبة لمستقبل وطنه ولأبناء شعبه، ونحن كمواطنين نشد على أياديكم ونبارك لسموكم خطوة الإصلاح، ونقول بصوت واحد سمعا وطاعة لأميرنا، لما في هذا القرار من حكمة ورشاد لإنقاذ الوطن، وما يسعد أميرنا يسعدنا، من باب ثقتنا بسموه والمعني بكل ما فيه مصلحة الوطن أولا وأخيرا.
وهذه المرحلة هي مرحلة الدرس الذي يجب أن يتعلمه الجميع لكي لا تصبح الديموقراطية أداة صراع، هدم لا تشييد وبناء.
وهناك فرق بين الديموقراطية والعبث تحت ستارها، وهناك فرق بين الوطنية وبين من يحمل معول هدم التنمية البشرية.
نحتاج إلى إعادة القراءة وإعادة التعريف لاحترام القانون وتطبيقه على أرض الواقع، وربما أننا أسرفنا بكثرة الكلام في المجالس السابقة فغاب الإنجاز، والأوطان لا تبنى بالأقوال، بل بالأفعال، والديموقراطية مسؤولية، والوطن ليس لعبة شطرنج يلعبها البعض لتحقيق بعض المصالح الآنية مما قد يتسبب في ضياع الأمة إلى أن أصبحنا كما يقال (حانا ومانا).
وبعدما أوضحه صاحب السمو الأمير في خطابه عن الفهم الخاطئ للبعض للممارسة الديموقراطية، نتمنى من كل من لا يجيد تطبيق الديموقراطية أو ممارستها بمعناها الحقيقي أن يفسح المجال ويقتص من نفسه بالترجل عن صهوة موقعه من أجل رفعة هامة وطن النهار.
ونتمنى أن تكون الحكومة المقبلة حكومة إنجازات وعطاء ومن أصحاب الخبرة والكفاءات الأمناء على أداء واجباتهم تجاه كويتنا الحبيبة طوال السنوات الـ 4 المقبلة، فيتعلم من يأتي من بعدهم لحمل الحقيبة الوزارية من أبناء الشعب الأوفياء، فيحذون حذوهم ويسيرون على نفس خطاهم في الحفاظ على مصالح شعبهم والإخلاص لوطنهم الأم.
وكلنا ثقة بأنه ستكون هناك دروس كثيرة مستنبطة من خلال هذا القرار الصحي لرئة الوطن الكويت.