تحتضن العاصمة الرياض اليوم الأربعاء القمة الخليجية المغربية الأولى، حيث يلتقي قادة ودول مجلس التعاون الخليجي بالعاهل المغربي الملك محمد السادس في أول لقاء قمة بعد إرساء الشراكة الاستراتيجية بين منظومة مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية سنة 2011.
وهي بلا ادنى شك مناسبة ستكون فرصة للتشاور والتداول في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية والأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية والتي تقتضي المزيد من التشاور خصوصا ان المواقف متشابهة إزاء العديد من القضايا الاقليمية الراهنة.
لقد ظلت العلاقات التاريخية للمملكة المغربية مع دول مجلس التعاون الخليجي ترتكز على أساس متين من العلاقات الشخصية القوية بين العاهل المغربي وإخوانه قادة دول مجلس التعاون ووشائج التضامن والمصير المشترك ووحدة الهدف وتوطيد الروابط والعلاقات الوثيقة في شتى المجالات وخدمة المصالح والاهداف المشتركة.
واستطاعت المملكة المغربية ودول مجلس التعاون فضلا عن المملكة الاردنية الهاشمية الحفاظ على استقرارها في منطقة عربية مضطربة عرفت تحولات وتغييرات بفضل تجاوبها مع مطالبات شعوبها بالاصلاح في حقلي السياسية والديمقراطية الامر الذي جعلها منظومة للعمل العربي المشترك في مواجهة تحديات العصر، وتكتلا اقتصاديا إقليميا يعتد به.
وتندرج هذه القمة في إطار رسم أفق سياسي واستراتيجي للعلاقات بين الجانبين التي اتسمت دائما بالتضامن والتفاهم وبغنى طابعها الانساني العميق، فهي تعزيز للرغبة الصادقة التي اعتمدت منذ سنة 2011، وقطعت اشواطا بعيدة في التقريب بين المنظومات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية على اسس بنيوية ومؤسساتية ومتعددة الأبعاد من خلال الاجتماعات السنوية التي تعقد على مستويات عدة منها اجتماع وزراء خارجية المجلس والمملكة المغربية، واجتماعات فرق العمل الثنائية.
وهي في الوقت ذاته، فرصة لاستكشاف آفاق جديدة للرقي بعلاقات التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية بمقوماتها الاستراتيجية وإمكانياتها الاقتصادية والبشرية والثقافية.
لذلك فالقمة الخليجية المغربية ستعطي دفعة قوية تقتضيها المتغيرات الجيوستراتيجية والتحديات الكبرى التي تواجه المنطقة العربية. فالتقارب بين الجانبين من شأنه خدمة ليس فقط شعوبها وانما كذلك الاهداف السامية للعمل العربي المشترك وخدمة قضايا الامة العربية والاسلامية.
وتعكس هذه القمة الدور الذي اضحت المملكة المغربية تضطلع به اقليميا ودوليا، فمن الناحية السياسية فإن المملكة تعد شريكا موثوقا لدوره المحوري والمؤثر في العالمين العربي والاسلامي، واما الناحية الاقتصادية فالعاهل المغربي يحمل مشروعا اقتصاديا واعدا بتحويل المغرب إلى قطب صناعي وتكنولوجي عالمي.
وتبقى المملكة المغربية بقادتها المخلصين سندا وذخرا كما عهدت لشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي بشكل عام ودعامة قوية من دعائم العمل العربي والاسلامي المشترك الذي ظهرت نواته وتجلت من خلال التحالف العربي في اليمن والتحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب والذي تمثل في اروع صوره في مناورات (رعد الشمال).
[email protected]