في أغلب الأحيان، يربط الأشخاص القيادة بمنصبهم في المنظمة، لكن في الواقع القيادة لا علاقة لها بالألقاب، كما أنها لا تقتصر على السمات الشخصية مثل الرؤية الأفضل أو الشخصية الكاريزمية.
قبل بضع سنوات، قام بعض رواد الأعمال بإنشاء شركات، ثم عينوا مديرين لإدارة عملياتهم، لكن في الوقت الحاضر، يبدو أن جزءا كبيرا من نظامنا التعليمي موجه نحو تعليم إدارة الأعمال، حيث تستمر العلوم الاجتماعية في الكشف عن عيوب هذه الأيديولوجيات القديمة. في الأصل لم يكن هناك تمييز بين الإدارة والقيادة، وهذا ليس الواقع كما تظهره الأبحاث. ومع استمرار تغير أماكن العمل بسرعة واحتوائها على المزيد من التنوع، يجب علينا أيضا التكيف مع الأوقات الحالية وتعلم كيفية التعامل مع غرائزنا.
في الأزمان السالفة، كانت النخبة فقط هي التي تمتلك الثروة لمواصلة تعليمها، وبالتالي حياتهم المهنية. وهذا ما يفسر سبب ظهورهم في العصور الماضية «منبوذين»، إذ كانوا من القلائل الذين يعرفون كل الإجابات، والأغلبية لا تعرفها. كان هناك تسلسل هرمي واضح ومتميز للمعرفة يأتي مع لقبك، مفاده أنه كلما ارتفع منصبك كنت أكثر صحة. مع ذلك، وفي موقع العمل اليوم، ينصحنا العلماء بالابتعاد عن هذه الافتراضات لأنها ثنائية للغاية، إذ من الواضح أنها أحادية البعد. كما يجادل العلماء أيضا أن هذا النمط من الإدارة القديمة مقيد عندما يتعلق الأمر بالتنوع، وهو محبط للغاية كونه يؤثر على ديناميكيات الفريق بشكل سلبي، كما تكشف معظم الأبحاث.
بالإضافة إلى ذلك، ومع استمرار التكنولوجيا في التسلل إلى حياتنا، يمكن لأي شخص تعلم أي شيء من أي مكان. لهذا، فإن الحصول على شهادات أكاديمية أو ألقاب أعلى من الآخرين في موقع العمل أمر لا يخول الرؤساء بالضرورة بتجاوز آراء الآخرين.
في موقع العمل اليوم، يتوقع الأشخاص المساهمة بخبراتهم ومعارفهم في الرؤية الشاملة، بغض النظر عن لقبهم أو درجتهم العلمية أو حتى أعمارهم، حيث إنها كلها تعتبر تحت مظلة التنوع الأوسع. وهذا يعني أننا لا يجب أن نتجاهل احترام أولئك الذين يتقلدون مناصب أعلى، لكن العامل المميز هو أن الاحترام هو طريق ذو اتجاهين، والقائد الجيد سيكون دائما قدوة يحتذى بها. هذه الأخلاقيات البسيطة هي العامل الحاسم فيما إذا كنت مديرا أو قائدا. تشمل التحديات التقليدية الأخرى التي يواجهها المدير النموذجي في عدم الشفافية عند اتخاذ القرارات، والخطأ الكلاسيكي المتمثل في التصرف بشكل متهور وطفولي ودفاعي عندما يتحداه زملاؤه.
لهذا، عند التفكير فيما إذا كنت قائدا أو مديرا، حاول أولا معرفة حافة الطيف الذي تنتمي إليه، لأنه من المؤكد أن كلا المفهومين يتداخلان، ولهما واجبات مشتركة، لكن موقع العمل الصحي سيضم دائما القائد بداخلك. هناك أيضا كثير من الموارد، حيث يمكن أن يساعد التدريب في تحديد عاداتنا، ويحولنا إلى ما يحتاج إليه المستقبل، المزيد من القادة، وعدد أقل من المديرين.
dr_randa_db@