في المشهد المتطور للسياسة العالمية، يكتسب التقاطع بين الاستراتيجيات التسويقية والسياسية مكانة بارزة. إن هذا الاندماج بين ممارسات التسويق التقليدية والسياسة له آثار كبيرة، وإذا تم تنفيذه بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يعزز أصوات الناس بشكل كبير. من ناحية، سيكون ممثلو الشعب أكثر انسجاما مع مطالبهم، ومن ناحية أخرى سيكون الشعب أفضل في اختيار الممثل الصحيح. لكن، من منظور التسويق التقليدي، إن الاتجاه السائد حاليا هو صياغة المنتجات السياسية دون اعتبار منهجي للتسويق السياسي، مما قد أدى إلى الانفصال بين المنتج والناس. ولسد هذه الفجوة، فإن تطوير المنتجات السياسية من الجانب التسويقي والذي يبدأ دائما بالاستماع إلى السوق المستهدف ورغباتهم وآمالهم في المستقبل ويستجيب للاحتياجات المجتمعية أمر ضروري.
تؤكد رواية «البقرة الأرجوانية» لسيث جودين على ضرورة التكيف مع التغيرات السريعة في العالم الحديث. ومع ذلك، أشار النقاد إلى التفكير الجماعي وقلة الاهتمام لدى الشباب بأمور المستقبل وأن قد ساهم التركيز على تعزيز عقلية الأتباع بدلا من تشجيع اتخاذ القرار المستقل. وأشار النقاد أيضا إلى ندرة دمج التسويق السياسي في الحملات، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تحول نموذجي. ومن الجدير بالذكر أن هناك فجوة تعليمية في إعداد الطلاب للاهتمام، أو حتى فهم الساحة السياسية، وهو فراغ يعيق تقدم الديموقراطية. في التسويق المعاصر، قد لا تكون العوائد ملموسة على الفور ومع ذلك، يعد القبول والتأييد وتغيير السلوك عناصر أساسية للتغيير الإيجابي الذي يعكس القيمة المتصورة للعروض وفقا لأساسيات التسويق.
وإدراكا لإمكانات التربية في غرس الوعي وتنوير الطلاب في المجالات المهملة التي تفيد المجتمع، هناك حاجة ملحة للتعامل مع السياسة باعتبارها حجر الزاوية الحيوي في الكويت الحديثة. وكثيرا ما تؤكد رؤية الكويت الجديدة على أهمية إشراك الشباب في صنع القرار والتخطيط، وهو ما ينبغي أن ينطبق أيضا على السياسة وتشجيع المشاركة فيها. في ضوء هذه التطورات، أقترح دمج مفهوم «تسويق البقرة الأرجوانية» الذي يدعو إلى دمج نظام التسويق السياسي في طرق التدريس التسويقية، لأن غرس الميل للسياسة كعرض جديد قابل للتسويق بين الشباب هو أمر محوري لإحداث ثورة في الوضع الراهن ومن ثم تلبية دعوة صاحب السمو الأمير لتجديد المشهد السياسي وإصلاح المسار. علاوة على ذلك، تهدف هذه المبادرة إلى إرساء أساس متين لعمليات الاختيار المستقبلية وكيفية اتخاذ القرارات بطريقة مستقلة، وسيعطي نقلة نوعية نحو الممارسات المستدامة في التعليم.
هذا ما أتمناه لك عزيزتي الكويت، موقفا إيجابيا ومعايير حديثة لتلبية احتياجات عالم الغد. فمن المهم تشخيص العوامل الصحيحة اللازمة للتغيير، ولكي نفتح الطريق نحو مستقبل إيجابي، يجب علينا أن نضع الأسس اليوم. إذ كيف يمكننا التحرك في اتجاه إيجابي بينما نتجاهل الحاجة إلى ترسيخ القيم والخبرات الأساسية للاقتصاد الاجتماعي البسيط في قادة المستقبل؟
dr_randa_db@