لقد عاصرت جميع دورات الخليج منذ بدايتها عام 1970، فلم أجد حلاوة أو نجاحا ظفر به المنظمون للهدف المنشود كما في هذه الدورة. كنا نلاحظ أن كل دورة ترتقي درجة عن سابقاتها، بالتنظيم والمستوى الرياضي، وكذلك ما يصاحب الدورات من نشاط فني وإعلامي وخلافه، لكن ما وجدته بهذه الدورة يختلف كثيرا جدا، فقد شعرت برقي المواطن الخليجي، والرياضي الخليجي، كما شعرت بأن هذه الدورة لها من القوة لتحريك وإنعاش المشاعر الطيبة والكريمة ومشاعر الحب والود بين مواطني دول الخليج، كبارا وصغار، مما ترك أثرا واضحا وملموسا بقلوب الجميع، فقد طغت تلك المشاعر الجميلة، وشاعت أجواء المحبة والترحاب، فتجدها في الأسواق والشوارع والمدن، حيث يرحب الجميع بعضهم ببعض، ويتسابق كل مواطن من أهل الكويت في أن يكسب أخا خليجيا على الغداء أو العشاء بديوانه، بل إن بعض المواطنين يصرون أن يجعلوا من بيوتهم دار ضيافه ومسكنا أو تجمعا يلتقي فيه الجميع، بل أصر مواطنون آخرون أن يساهموا ولو بالقليل كتسديد فواتير الضيوف دون علمهم تعبيرا عن فرحتهم بإخوانهم الخليجيين.
إنها مظاهر تفرح وتشرح القلب بما رأيناه، إنها ليست دورة كرة قدم ورياضة بل دورة مشاعر حب ووئام.. لقد نجحت هذه الدورة في إشعال هذه المشاعر الفياضة، والتي كشفت ما بقلوب أهل الخليج من أصالة وعادات وتقاليد عادت بنا للزمن الجميل، وذكرتنا بأجدادنا وعاداتهم وأخلاقهم.
دورة كأس الخليج هذه قلبت الموازين، فأصبح الفوز بالمباريات ليس الهدف الأول، بل الأخلاق الرياضية هي الهدف، إنها أيام فرح وسرور مرت علينا مر السحاب، لم نجد مثيلا لها في أي دورة في العالم، فلله الحمد والشكر على ما حبانا الله به من نعمة وجدناها ظاهرة تراها العين وتسمعها الأذن (وأما بنعمة ربك فحدث).
نكرر الشكر لقادتنا وشعوبنا وحكوماتنا، على نهجكم وسعيكم للنهوض بالوطن الخليجي وجعله واحة أمن وأمان ورفاهية واستقرار، والشكر موصول لكل من ساهم في التنظيم والترتيب وتطبيق النظام، ونقولها بملء الفم «كفو» وبيض الله وجوهكم.. «بيضتوها».
[email protected]