سلوك مستغرب بدأ في التزايد وهو قطع أرزاق المقيمين في الكويت، فأي مواطن لا يعجبه سلوك معين لأحد المقيمين، يقوم بتصوير فيديو يبدي سخطه على هذا السلوك، ثم تنشره الحسابات الإخبارية في وسائل التواصل الاجتماعي التي كثيرا ما تركز على تحويل توافه الأمور إلى حدث يجلب الأنظار ليس فقط بالكويت بل وفي الوطن العربي، ثم يقوم المسؤولون بتحويل هذه الحادثة إلى تحقيق إداري، فهل يستحق هذا كله؟
ولا تنتهي الأمور إلى هنا فحسب، بل تعدت إلى أن أي مقيم يقوم بعمل فيديو لا يعجب العامة تقوم وزارة الداخلية بإجراء الإبعاد الفوري له، وهي صلاحية يجب أن يعاد النظر فيها لأنه إذا أخطأ المقيم يجب أن تطبق عليه نفس القوانين التي تطبق على المواطن وإلا أصبح القانون غير عادل.
ومهما اتفقنا أو اختلفنا مع بعض ما يضعه مقيمون في وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن نتدرج بالعقوبة إذا وقع خطأ منهم وألا نسارع إلى قطع الأرزاق بهذا الشكل، وللأسف الحكومة اليوم والمسؤولون لم يعد يأخذون القرارات ويبنون السياسات نحو أهداف واضحة وعادلة، بل أصبح كل شيء ينقسم إلى مواطن ومقيم ما سبب خللا في اتخاذ القرار بشكل سليم وإنساني أيضا.
لا يجد كثير من المقيمين من يدافع عنهم إلا بعض النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، وان تحدث مسؤول في بلدهم تجد الانتقادات والكف عن التدخل في شؤوننا، وفي الوقت نفسه لو تعرض مواطن لأمر مماثل نجد مطالبات للخارجية بأن تتحرك نصرة له! أما النقابات فهي تنتفض عندما تهدد احدى المؤسسات بفصل أحد موظفيها الكويتيين، ويسارع ممثلوها بالتصريح في الجرائد وحضور الندوات للدفاع عن العمال الكويتيين فقط، لأن المواطن سيكسبه صوت بانتخابات مجلس الأمة، أما الدفاع عن مقيم فقد يعرضه لانتقادات «واحنا شكو»؟!
قد لا أستغرب ان ينشر البعض فيديو عن المقيمين ويكون مستاء منهم، ولكن المستغرب سرعة استجابة المسؤولين بقطع الرزق وإصدار تهم مستغربة مثل إهانة العملة الكويتية وغيرها من تهم وصولا إلى انتقاد الطقس! فهذا كأنه تشجيع له على الممارسة التي لا نعلم إلى أي ستقف.
أثناء مباريات بطولة أوروبا خرج بعض العنصريين ضد اللاعب البريطاني من أصول أفريقية بإطلاق عبارات مهينة، وبالمقابل وقف رئيس الوزراء البريطاني ووبخهم في خطاب مباشر، لأنه لا يريد أن تنتشر العنصرية والحكومة تبقى متفرجة.
خفوا على البشر شوي، فما سببته الجائحة من قلق بفقدان الوظيفة والضغط النفسي والحملات العنصرية ليس بقليل بحق المقيمين، هواية التصوير والتشهير لن تجعل من البلد مكانا افضل بل بالحوار المباشر والمعاملة بعقلانية ستصلح الأمور.
SaqerG@