عندما يسألك أي شخص اذكر لي أحد علماء الكويت، أول ما سيقفز إلى ذهنك العالم صالح العجيري الذي رحل إلى جوار ربه مؤخرا، ونسأل الله له الرحمة، وأن يسكنه الفردوس الأعلى.
اشتهر العالم صالح العجيري بعلم الفلك والرياضيات واهتم بهذا العلم بشكل كبير، وشارك بالكثير من الندوات، وسعى لكي ينشر هذا العلم عبر الأبحاث والمؤلفات.
كان في طفولته يخشى الظواهر الطبيعية إلا أنه واجه هذا الخوف وحوله إلى شغف لمعرفة هذه الظواهر ودراستها. فمن شدة خوفه، أرسله والده إلى قبيلة الرشايدة لتعلم الرماية والفروسية لكي يصبح أكثر صلابة، فنشأت علاقة حب بينه وبين السماء عندما كان يتأملها في الليل والتي تحولت إلى شغف للعلم.
فمن هواية في حب الفلك والتي كان يجمع المعرفة الفلكية في الكويت إلى أن سافر إلى عدة بلدان لكي يصبح متخصصا بعلم الفلك والرياضيات.
لم تكن إنجازات الراحل مقصورة على الأبحاث والمؤلفات، بل ترك لنا عدة إنجازات، فتقويم العجيري الشهير الذي لا يخلو منه أي بيت ومكتب والذي اعتمدته الكويت كتقويم رسمي كان مليئا بالمعلومات المفيدة، وأنشأ مركزه الفلكي والذي على أثره افتتح مرصد العجيري في 1985. وافتتح مكتبة العجيري الشهيرة في منطقة حولي ومركز العجيري الإسلامي في إندونيسيا للأعمال الخيرية.
كيف سنتذكر العم صالح؟ انه أكثر من مجرد عالم ساهم بنشر المعرفة، تلك الضحكة البشوشة التي تظهر في اللقاءات وتلك المعلومات القيمة التي يقدمها بطريقة سهلة وسلسة يفهمها الجميع تركت أثرا في قلوبنا، العم صالح شخصية كويتية لن تنسى وسنتذكرها كل مرة ونحن نقطع صفحة من رزنامته الشهيرة.
وفي الختام، أتمنى لو أن يتم إنتاج فيلم أو مسلسل يتناول قصة الراحل العم صالح العجيري لكي تعرف الأجيال ما حققه هذا العالم الفذ.
SaqerG@