قرأت عن تكليف ديوان الخدمة المدنية بدراسة تطبيق نظام الأربعة أيام عمل بالأسبوع بدلا من خمسة أيام عمل وذلك بعد تطبيقه من قبل عدة شركات عالمية ثم انضمت لها دول بالكامل مثل دبي وبلجيكا وغيرها مما شكل موجة عمل جديدة وغيرت مفهوم الإنتاجية.
وقبل تأييد أو رفض الفكرة علينا أن نعود لجذور نظام العمل والذي بدأ منذ الكساد الكبير ويقال إن قبلها كان العمل مستمرا طوال الأسبوع لاعتقادهم بأنه كلما زادت ساعات العمل زادت الإنتاجية مما كان يصيب العمال بالإجهاد ولم تكن هناك موازنة بين العمل والحياة Work – Life balance وهو احد العناصر المهمة في الشركات لكي تزيد من رفاهية الموظفين وتنعكس بشكل إيجابي على الشركة.
ويشير المؤرخون أن هنري فورد هو من قام بتغير نظام العمل إلى خمسة أيام بالأسبوع أو ما يعرف بالأربعين ساعة عمل، مما أتاح للعمال بوجود متسع من الوقت لكي يمضوا وقتا مع اسرهم او لممارسة هواياتهم وحتى شراء المنتجات مما زاد بالاستهلاك وحرك عجلة الاقتصاد.
مع تطور علوم الإدارة والتكنولوجيا ودخول الأتمتة في العمل تغير مفهوم الإنتاجية واصبح الاعتماد على التكنولوجيا بشكل أكبر وبأكثر كفاءة مما قل الاحتياج للموظفين وأيضا أصبحت هناك عمليات آلية لا يتدخل الإنسان بها وسيزيد هذا الاعتماد بشكل كبير قريبا مما هناك من مخاوف من فقدان الكثير لوظائفهم وهذا تحدثت عنه بمقال سابق.
العمل في الفترة الأخيرة أجهد الموظفين حيث انهم يعملون لساعات كثيرة مما أصاب الموظفين بالاحتراق الوظيفي Job burn out وانعكس سلبا على الموظف وأيضا الشركات من ناحية كفاءة العمل والسمعة أيضا.
وبسبب القدرة على العمل من المنزل أصبح الموظف يعمل طوال اليوم، فالتكنولوجيا ذوبت الحدود المكانية والزمانية.
الكل يعلم ان لدينا في الكويت موظفين زائدين عن الحاجة ولا يمكن قياس الإنتاجية الحالية ومقارنتها بقبل وبعد تطبيق نظام العمل الجديد لأنه لا أعتقد أنه يتم قياس الإنتاجية بدقة مثلما تقاس بالشركات الربحية، وقد لا تتوافر بيانات حول ظاهرة الاحتراق الوظيفي لكي يتم تطبيق العمل بنظام الأربعة أيام بناء عليها.
كما أن التحول الرقمي أثناء الجائحة لعدة قطاعات وأيضا القدرة على العمل من المنزل غيرت مفهوم العمل، ولكن أيضا علينا الانتباه إلى أن هذا النوع من العمل لا ينفع لجميع القطاعات فهناك قطاعات تحتاج لموظفين على مدار الساعة بنظام الدوريات.
قبل التأييد او الرفض لتطبيق نظام الأربعة أيام عمل علينا دراسة تأثيره على العمل حتى لو بتجربة pilot على احد القطاعات ومراقبة النتائج وهذا ما قامت به شركة مايكروسوفت في اليابان وحصل عكس ما هو متوقع بزيادة الإنتاجية 40% بدلا من نقصانها.
وان تم تطبيقه بعدة دول أعتقد سنكون مضطرين لتطبيقه لكي نتماشى مع العالم أو توفير عدة أنظمة عمل للموظف يستطيع الاختيار منها حسب الحاجة مثل العمل من المنزل أو نظام حضور الـ50% وغيرها.
SaqerG@