اعتدنا مشاهدة هذه العبارة (أمامك تحويلة) في اللوحات التوضيحية على الطرقات، عند الترميمات أو التجديدات، لتتجنب ذلك المنفذ، أو حتى لا تجد نفسك دخلت المنفذ دون انتباه! فتحاول التركيز في مسارك لتجد طريقة تأخذك إلى وجهتك.
تلك التحويلات تكون نقاطا في الشارع على مفترق طرق، ولكنها قد تكون نقاط تحول في حياتك! تجد نفسك على مدخل لوضع جديد لم يسبق لك أن عشته، على رأس أمر لم تكلف به من قبل، أمام تحد أو قرار مصيري، إنها دروب الحياة بمسؤولياتها وجهادها وليست طريقا مرصوفا!
بل إنك لن تجد لوحة تحذيرية أو تنبيها في هذه الدروب! لن تقرأ عبارة تجعلك على قدر من التهيؤ! لن ترى علامة ولا مصباحا متوهجا ولا شريطا عاكسا! لكنك حتما ستكون في ذلك الموقف شئت أم أبيت، عاجلا أم آجلا، أنه واقع لا مناص منه، كل البشر يجدون أنفسهم على نقاط تحول! لكن الفرق هو كيفية التحول.
إن الوعي بأنفسنا وبحقيقة الحياة يمكننا من القيادة بكفاءة، والإيمان بأن الأمر كله لله وبرحمته وحكمته سبحانه هو القوة والصمود رغم التحولات الحادة.
هل تظن أن التحول سيئ؟ حسنا، الأمر يعود إليك في التصرف مع الطريق الجديد -غير المألوف- وفي اعتقادك عنه. كم من تحول في حياتنا جلب لنا خيرات مخبأة وسعادة أعمق، وخبرة مختلفة! الاحتمالات دائما كثيرة، فلماذا تنزع إلى الاحتمال الأسوأ وتنتظره؟! أي تعاسة وسلبية هذه؟!
عندما نتأمل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وهذا لا يكون إلا للمؤمن» فآمن يا عزيزي! آمن. تفاءل، أصدق نواياك، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.
ستتجنب الكثير من المداخل في حياتك، تخاف أو تكره، لكن التحول آتيك، والأيام دول.
احتساب الخيرة، المرونة في التفكير، توقع الأفضل، مراجعة النفس، التكيف، كلها مهارات تساعدك في الانتقال الآمن والناجح. الحياة مغامرة، ويلزمها شيء من المخاطرة.
فإن كنت على مفترق الطرق.. فاغتنم الفرصة!
[email protected]