ما بين حوادث الانتحار ومروراً بالدهس والاختطاف حتى نصل إلى جرائم القتل التي أزهقت العديد من الأرواح في وضوح النهار، ثم السطو على المتاجر بالطريقة الهوليوودية، حيث تختلف الجريمة في الكويت عن بقية دول العالم في المسببات والأسلوب ولكنها تتفق في مضمونها، والسبب هو أزمة الأخلاق، وغياب الضمير التي وصل بالسكين إلى العظم، وتلك الحوادث أقلقت الشارع الكويتي في الآونة الأخيرة، وبدأت تدق أجراس الإنذار في المجتمع، وترفع راية الاستعداد والنفير، لتحصين المجتمع أمنيا وإعادة السكينة إلى كل بيت بعد البحث عن الخلل والتحري في مواطن الأسباب.
فهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتشار الجرائم في المجتمع الكويتي، حيث أكدت العديد من الدراسات أن السبب الأول هو المخدرات، إذ ثبت بالتحقيقات والتقارير الطبية الرسمية تعاطي الجناة لمواد مختلفة من المؤثرات العقلية التي تسببت بفقدان الإدراك العقلي، أما السبب الثاني فهو الشك الناتج من «التوهم» وهو ما يسمى «الهلوسة»، وقد يعود ذلك أيضا إلى تعاطي مواد مخدرة، لكن حتى الآن لم يتعرف على أسباب وجوده لدى الكثير من المجرمين.
أما السبب الثالث، وفقا للتقارير، فهو مطالبة الفتيات بالتحرر من القيود الأسرية والعادات والتقاليد، والذي يقابله الرفض التام بسبب العادات والتقاليد، وقد يأتي هذا السبب نتيجة التأثر بعالم السوشيال ميديا والمشاهير، والمطالبة بأن تكون الحياة مشابهة لتلك الحياة التي تعرض أمام الجمهور، وهو ما قد يؤدي بحياة الكثيرين إلى الهلاك والفشل وقد تقوم تلك الوسائل الحديثة بزرع الأفكار السيئة ووضع طرق جديدة في أذهان المشاهد للقتل والسرقة والاغتصاب، فإن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يفسد المجتمع.
فيجب على مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي تحكيم عقولهم فيما ينشر على تلك المواقع وألا يكون مسوقا للأفكار الغربية الدخيلة على المجتمع، وعلى المسؤولين تكثيف التوعية في وسائل الإعلام بأضرار إدمان المخدرات حتى يتجنبه الكثير، ونأمن من حوادث الطرق، بالإضافة إلى التوعية الدينية للشباب والشابات حتى يتجنبوا السرقة والبعد عن ارتكاب الجريمة.