بعدما أصدر صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، مرسوما بتكليف سمو الشيخ صباح الخالد بتشكيل الحكومة الجديدة، ظهرت على الساحة كالعادة تكهنات وأسماء مطروحة لقيادة المرحلة القادمة في البلاد التي ينظر إليها المواطنون بتطلع للتغيير كما وعد رئيس الوزراء سابقا.
واليوم أتمنى أن تتم قراءة المشهد السياسي قراءة جيدة تسهم في توطيد ومد جسور التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتحقيق ما نرجوه من تقدم والتغلب على التصادمات التي يتضرر منها المواطن بكل الجوانب، وما يفترض حاليا هو اختيار حكومة ذات خلفية سياسية وتجربة تكون جديرة بالثقة وأكثر خبرة.
ومن منطلق ذلك يميل كثير من المواطنين إلى أن يأتي كل تشكيل وزاري بشخصيات سياسية جديدة لا تمت بصلة إلى التشكيل السابق، لكني أتعارض معهم في هذه الإشكالية، لسبب أنه عندما يكون الوزير السابق إصلاحيا وقام بالعديد من الإنجازات ووضع حجر الأساس ليقوم ببناء هيكل جديد من الممكن أن يأتي بعده آخر يلغي ما قام به سابقه بكل سهولة، متجاهلا دون قصد منه أو اطلاع على رؤية من سبقه لينهي بها نبتة جديدة في الإصلاح.
وهنا نشير إلى ما اتخذه وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب السابق عبدالرحمن المطيري من قرارات عديدة تخدم وزارة الإعلام وتدفع بها نحو آلية جديدة من التطوير في الوجهة الرئيسية للكويت، ألا وهو إعلامها وتطوير ثقافتها، فقام بإعادة هيكلة كثير من القرارات وعمل على إيقاف الهدر المالي داخل الإعلام، بالإضافة إلى تشجعيه الدائم للشباب والتواجد والتواصل معهم والتوجيه بالتطوير الرياضي وسن التشريعات واللوائح التنفيذية التي تعمل على تطوير الاحتراف والملاعب، وكذلك وزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د.رنا الفارس، وما كان لها من تأثير واضح طوال توليها حقيبة الأشغال والاتصالات وتنبيها عملية التطوير للوصول إلى رؤية الكويت 2035 والتي من أهم أركانها التحول الرقمي للدولة لتصبح كوزيرة كفؤة من الطراز الأول ومثلا يحتذي به في التطوير ولا ننسى وزير التعليم العالي د.محمد الفارس وقراراته الواضحة العادلة التي عملت على إرضاء جميع الطلاب المبتعثين والملتحقين بجامعة الكويت.
ما أرجوه من رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد هو أنه كما عمل على المشي بالاتجاه الصحيح في الفصل بين وزارة التعليم ووزارة التعليم العالي عدم ضم أي وزارة أخرى للتعليم العالي، وما أرجوه أيضا ألا يسند لكل وزير حقيبتان وزاريتان، وأن يغلب على التشكيل الجديد التفرغ الوزاري ليكون واضحا أمام الشعب من يعمل على الإصلاح ومن هو عاجز عن تحقيقه، ولكي ينجز كل وزير في مكانه، لاختلاف نشاط وأهداف كل وزارة عن الأخرى.
[email protected]